نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 83
.إِنَّا لَمَّاطَغَىالْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ- 69/ 11 أو
في النفس بأىّ سبب كان: كما في:
.كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَلَيَطْغىأَنْ رَآهُ
اسْتَغْنى- 96/
6.اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُطَغى*- 20/ 24 ففي الاولى بواسطة الاستغناء. و في الثانية بالقدرة و التسلّط.
و إمّا في الضلال و الانحراف و الجهل: كما في:
.رَبَّنا ماأَطْغَيْتُهُوَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ- 50/ 27 يشير
الى أنّ طغيانه كان في مورد الضلال، فهو طغى في الضلال و الانحراف عن الحق:
.مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَ يَذَرُهُمْ فِيطُغْيانِهِمْيَعْمَهُونَ- 7/ 186 و لا
يخفى أنّ المعنى الجامع في منشأالطُّغْيَانِهو الاستغناء: و هو يتصور على
أنحاء، فكلّما كان الاستغناء في سعة يكون الطغيان شديدا.
و الاستغناء إمّا في جهة المال و الثروة، و إمّا من جهة العنوان و
المقام و الشخصيّة، و إمّا من جهة القدرة و النفوذ و السلطنة، و إمّا أن يكون
بلحاظ الجهل و الغفلة و المحجوبيّة عن الجلال و العظمة الالهيّة و عجز ذاته
الفقيرة، و غيرها من الأسباب و العلل الموجبة للطغيان.
ثمّ إنّالطُّغْيَانَكما أنّه يتصوّر أن يكون في نفس الضلال و الجهل، بأن يشتدّ الضلال أو
الجهل بحيث يعتلى و يرتفع على الحقّ و العلم حتّى يتحصّل الطغيان فيه: كذلك يتصوّر
بأن يكون سببا للطغيان المطلق.
فيكون الاستغناء في هذه الصورة على تصوّر الطاغي و تخيّله الباطل، و
جهله التامّ، و ان كان الضلال أو الجهل موجودا في جميع الصور في الجملة.
كما أنّ التمايل الى الحياة الدنيا من آثار الطغيان المطلق: فانّ
النفس إذا ارتفع و تجاوز عن حدّه المعروف، فقد يتحصّل له الخروج عن الاعتدال و
يتحقّق له الانكسار و الانحطاط و المحروميّة عن عالم النور و المعرفة، فيتمايل الى
عالم الدنيا و الظلمة: