نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 86
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو سكون اللهب و الجمر معا، و إذا سكن
اللهب فقط فهي خامدة.
واللَّهَبُ: اتّقاد النار. والْخُمُودُ: سكون اللهب. والْجَمْرُ: النار الملتهب. والْهُمُودُ: برد النار و ذهابها.فَالطُّفُوءُ: سكون اللهب و برد النار معا.
و النار أعمّ من النار المادّيّة و غيرها، فيكون الطفوء أيضا مستعملا
في الموردين، فقال تعالى:
.كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِأَطْفَأَهَااللَّهُ- 5/ 64 فيراد
التهاب نار الخصومة و توقّد الغضب الباطنىّ.
و أيضا إنّالْإِطْفَاءَهو تسكين ما يلتهب و إذهابها، أعمّ من أن يكون في نار أو في نور،
فالنور إذا تنوّر و اشتعل يصحّ أن يقال: إنه قد أطفئ فلا يختصّ الإطفاء بتعلّقه
بالنار المتوقّدة.
.يُرِيدُونَ أَنْيُطْفِؤُانُورَ اللَّهِ
بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ- 9/ 33.يُرِيدُونَلِيُطْفِؤُانُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ- 61/ 8 نور
اللَّه هو ما يتوقّد و يظهر و يتلألأ و يتجلّى من اللَّه تعالى، من نور تكوينىّ
مثل أنبيائه و رسله و مظاهر صفاته، و من نور تشريعىّ كأحكامه و شرائعه و قوانينه و
آياته و كلماته.
و التعبيربِالْإِطْفَاءِ: اشارة الى أنّ مقصدهم الهمود بالكلّية.
و التعبير بالأفواه: اشارة الى ضعفهم و ضعف ما به يطفئون نور اللَّه،
فانّ نور اللَّه لا نور أقوى و أشدّ و أثبت منه، فكيف يمكن إطفاؤه بما هو في غاية
الضعف و هو النفخ بالتنفّس الضعيف المحدود.
هذا مع مقابلة هذا النفخ بارادة اللَّه القاطع و حكمه بأنّ اللَّهمُتِمُّ نُورِهِو يأبى عن كلّ ما يخالف الّا
أن يتمّ و يديم اظهار نوره.
و التعبير في الآية الثانية بقوله-لِيُطْفِؤُا: إشارة الى أنّهم يتوسّلون
بأىّ وسيلة ممكنة و بأيّة مقدّمة موصلة الى نظرهم. و قد حكم اللَّه تعالى في قبال
هذا التشبّث و التوسّل بالحكم القاطع بانّه- متمّ نوره.
و هذا بخلاف الآية الاولى: فعبّر فيها بقوله تعالى-.يُرِيدُونَ أَنْ
يُطْفِؤُا:
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 86