نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 88
عبيدة: يقال- طفاف المكّوك و طفافه. و قال أبو إسحاق:وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ:
الّذين ينقصون المكيال و الميزان، و إنّما قيل للفاعل مطفّف لأنّه لا
يكاد يسرق في المكيال و الميزان إلّا الشيء الخفىّ الخفيف، و إنّما أخذ من طفّ
الشيء و هو جانبه.
قع- (طفاه) قطرة، كميّة قليلة، مقدار ضئيل.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو ما يقرب من الطرف أى الجانب من
الشيء متّصلا به و هو في جهة العلوّ. و بهذا الاعتبار تطلق المادّة على الشاطئ،
الجانب، ما فوق المكيال. إذا خلا من المكيل، و تستعمل أيضا في مفاهيم- القرب و
الدنوّ إذا كان كالجانب المتّصل من الشيء، و التهيّؤ و التيسّر بمناسبة الوقوع في
الجانب الفوق من الشيء، و ما ارتفع فوق شيء، و غيرها.
فهذه المعاني إذا لوحظت بالقيود المذكورة: تكون من مصاديق الأصل
حقيقة، و إلّا فتكون من المعاني المجازيّة.
و أمّا مفهوم الحقارة و القلّة: فمأخوذ من اللغة العبريّة كما رأيت،
مع وجود تناسب بين المفهومين، فانّ الطرف الباقي الخالىّ من الشيء مقدار قليل
بالنسبة الى الكلّ.
.وَيْلٌلِلْمُطَفِّفِينَالَّذِينَ إِذَا
اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ- 83/ 1التَّطْفِيفُ: جعل شيء ذا طفاف أى غير ممتلئ خاليا من أطرافه. و لا يبعد أن يكون
هذا المفهوم عامّا يشمل كل مورد لا يوفّى فيه حقّ التأدية اللازم في أى موضوع كان،
فيكون المراد منالمُطَفِّفِينَفي الآية الكريمة: الّذين لا
يوفّون ما عليهم و ينقصون في تأديته من أىّ شيء مادّىّ أو معنوىّ.
و منشأ هذا العمل: انّما هو الحبّ للدنيا و التعلّق بها، و هذا يقتضى
أن يمسك عن إيفاء الحقّ و إعطاء ما عليه.
و تقديم الاكتيال على الوزن: فانّ الإيفاء في الاكتيال أقرب الى مفهوم
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 88