نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 96
بعيدا. و الدعوة سبق انّهطَلَبُشيء للتوجّه اليه فقط لا
لأخذه و النيل عليه.
و هذا المعنى ملحوظ في جميع مشتقّات المادّة، يضاف اليه ما يستفاد من
هيآت الصيغ، كما في أفعل و تفعّل و فاعل و افتعل.
فصيغةأَطْلَبَتدلّ على جعل شيء ذا طلب و على جهة قيام الفعل بالفاعل، و فاعل على
المداومة و الاستمرار، و افتعل و تفعّل على المطاوعة.
.إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا
يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَالطَّالِبُوَالْمَطْلُوبُ- 22/ 73الطَّالِبُهو الّذى يدعو معبودا من دون اللَّه تعالى، و هو ضعيف حيث انّه
يتوجّه و يعبد إلها لا يقدر على جلب نفع أو دفع مضرّة له و لغيره، فهو جاهل غافل
قاصر لا يدرى الى أين يتوجّه و لا يعرف صلاحه و فلاحه، و هذا غاية الضعف و القصور،
فانّه يطلب شيئا لا ينفعه.
و أمّاالمَطْلُوبُ: فهو الّذى يجعله الطالب مطلوبا لنفسه و يبتغى الوصول اليه و تحصيل
رضاه و وفاقه و ارادته، و هو المعبود له من أىّ نوع كان، إنسانا، أو حيوانا، أو
جمادا، أو ملكا، فانّ كلّ شيء من دون اللَّه مملوك فقير محتاج عاجز لا يملك لنفسه
نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة.
و من آثار ضعفه: عجزه في قبال مخلوق من أضعف الخلق و هو الذباب.
و التعبير بقوله-تَدْعُونَ،دون تعبدون: اشارة الى ما هو
أعمّ من العبادة فانّ الدعوة من دون اللَّه و لو لم يكن ظاهرا بقصد العبادة، يكون
من مصاديق الآية الكريمة، فيشمل كلّ دعوة من دون اللَّه، في جهة عنوان أو غنى أو
حكومة أو جهات اخرى مادّيّة أو معنويّة.
نعم إذا كان النظر الى مدعو من جهة كونه وجها و ظلّا من اللَّه
تعالى، و ليس النظر الى نفس ذلك المدعوّ بذاته و بخصوصه: فهو يدعو اللَّه.