responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 98

التقديرات.

و على هذا يقال: إنّ الأفعال من اللَّه تعالى منسلخة عن الزمان، و كما أنّ اللَّه تعالى محيط و قيوم و فوق مراتب الوجود، و الموجودات كلّا تحت احاطته و سلطته و قيوميّته: كذلك أفعاله، حيث إنّها تجلّيات صفاته و مظاهر إرادته و مشيّته، و بالمشيّة تتجلّى الأفعال، ثمّ بعد تكوّن الموجودات و نظمها: يلاحظ الزمان و تقديراته.

فلا بدّ أن تتقدّر الأيّام و الليالي بمناسبة ذلك العالم (مرتبة الأفعال)، و لا يصحّ القول بتقدير الأيّام بمقدار الأيّام المادّيّة، فانّها في غاية الهوان و الضعف من جهات مختلفة.

5- و أمّا حقيقة الأيّام و الليالي: فانّها في عالمنا عبارة عن طلوع الشمس و ظهور النور و الضياء، فيعبّر عنه باليوم. و عن غروب الشمس و اختفاء النور و ظهور الظلمة و سريانها، فيكون ليلا.

و كما أنّ عالم المادّة محدود جدّا و ضيّق: كذلك يومه و ليلته باختلاف الشموس و الأراضى و مقادير حركتها: و هذا بخلاف اليوم و الليلة في عالم الروحانيّة، فانّ اليوم فيه بظهور النور و توجّه الحقّ و تجلّى الرحمة من مبدأ الفيض، و الليلة بغيبوبة ذلك النور و انصرافه و اقبال الظلمة.

و توضيح ذلك: إنّ للروحانيّات و جهتين، وجهة متوجهة الى اللَّه النور الحقّ و متنوّرة بفيضه و نوره، فما دامت تلك الوجهة مستمرّة باقية جارية: فقد يتحقّق اليوم و تظهر حقيقته.

و وجهة متوجّهة الى أنفسها غافلة عن الفيض و النور القدسي، و حينئذ يدبر النور و يقبل الظلام فيكون ليلا.

و أمّا فلسفة الليل، فإنّ الوجهة الى الأنفس و التوجّه الى امور متعلّقة بالذوات: توجب تدبير امور الأنفس و التوجّه الى إدامة جريانها في ذواتها من حيث هي.

فظهر أنّ حقيقة اليوم في أىّ عالم كان: عبارة عن ظهور النور و نشره و تجلّيه و إقباله. و يقابله الليل.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست