نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 99
و أمّا الأيّام الكليّة الالهيّة: فهي عبارة عن توجّه و إفاضة و
إنارة إلهيّة الى عالم بخصوصه، فادامة هذا التوجّه بالافاضة الى ذلك العالم بجميع
خصوصيّاته من جهة التكوين يوم- راجع اليوم.
و لمّا كانت العوالم التكوينيّه و مراتب السماوات و الأرض المخلوقة
ستّة، فتكون الأيّام الربّانيّة أيضا ستّة، عالم الجماد، النبات، الحيوان،
الإنسان، الملائكة، العقول و الأرواح.
فخلق السماوات و الأرض انّما هو واقع بهذه المميّزات و المشخّصات و
الكيفيّات، فقد عبرت عنها بالأيّام الربوبيّة.
و قلنا إنّ أفعال اللَّه منسلخة عن الزمان، و لا فرق في أفعاله بين
الأزمنة، فلا تتقدّر بزمان، و لا تكون محدودة و متعيّنة بالزمان أو المكان، و من
أفعاله تعالى الخلق، و التكوين، و الإيجاد، و هذا المعنى غير جار في المخلوق
المتحصّل من الخلق.
6-يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ: فانّ الإقبال يلازم الانتفاء
و التحوّل و الأدبار، فالنهار إذا تمّ له الصعود و الاعتلاء ينعكس الى قوس نزول و
انحطاط الى أن يتحوّل ليلا و ظلاما.
مضافا الى أنّ تقدير النهار و الليل و تدبيرهما و تعيين خصوصيّاتهما
من أىّ جهة كانت: بحكمة الربّ الجليل القدير المتعال.
فالنهار و الاضاءة يعقّب بالليل و الظلمة، فانّ اللَّه تعالى جعل
تقدير العوالم و تدبيرها و نظمها على هذا البرنامج التامّ اللازم في الحياة، ليتمّ
نظام الحياة في جميع أنواع الموجودات و في العوالم بأجمعها.
فانّ امتداد الضياء و النهار يوجب كسلا و ضعفا و ابتلاء و مضيقة، فهو
بلسان الحال و باقتضاء الطبيعة يطلب ليلا و ظلاما، للاستراحة و رفع الضعف و تجديد
القوّة و التهيّؤ الجديد و تقوية النفس و تحصيل الفراغ.
و هذا معنى قوله تعالى-.يَطْلُبُهُحَثِيثاً- أى يطلب النهار باقتضاء أمره
اقبال ليل، ليحصل التحوّل و يتجدّد الشوق و العمل و الحركة.
7- قلنا إنّ الطلب هو محاولة وجدان شيء و أخذه، و سبق أنّ الحثّ هو
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 99