نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 100
الحضّ و السوق. فتدلّ الآية الكريمة على أنّ اليوم هو بنفسه يطلب
الليل ليأخذه و يتصل به، و هو في حالة الطلب و السوق و جرّ الليل الى جانبه ليضمّه
اليه و يعقبه حتّى يسير الليل في عقبه.
فتدلّ الآية الكريمة على أنّ تماميّة النهار بتعقّب الليل، و على أنّ
الأصل الأصيل في العالم هو النهار المتحصّل بالإفاضة و الاضاءة، و على أنّ الليل
مع كونه غشاء و حجابا و ظلاما: له تأثير كالنهار في التربية و الترقّى و السير.
8-وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ: عطف علىالسَّماواتِ،أى و خلق الشمس و القمر و النجوم من بين السماوات و الأرض مسخّرات
بأمره، فالجملة الأولى راجعة الى أصل الخلق و تكوين قاطبة السماوات و الأرض على
كيفيّات مخصوصة و الثانية- على خلق هذه الموضوعات على حالة كونها مسخّرات، و
التسخّر ليس من الكيفيّات المأخوذة في أصل الخلقة، بل من الحالات العارضة اللاحقة
بعد تحقّق الخلق.
و على هذا عبر بقوله-بِأَمْرِهِ،دون خلقه.
و عطف الشمس من دون أن يذكر- خلق: اشارة الى أنّ الخلق دخيل في هذه
الموضوعات المسخّرة، باطنا، و انّه غير داخل فيها، حيث إنّ هذا التسخّر انّما هو
واقع و متحقّق بعد تحقّق الخلق.
فالسماوات و الأرض محكومة بالخلق، ثمّ بالأمر-.لَهُ الْخَلْقُ وَ
الْأَمْرُ.
ثمّ إنّ الخلق حاكم على جميع الموجودات، بخلاف الأمر بالتسخّر، فانّ
للحيوان و الإنسان اختيارا في جريان حياتها.
ثمّ إنّ الطلب أعمّ من أن يكون على سبيل الارادة و قاصدا له، أو على
اقتضاء الطبيعة و طلبا طبيعيّا، كما في هذه الآية الكريمة راجع- عرش- غشى- يوم.
طالوت
المعرّب 227-طالوت: اسم أعجمىّ-.فَلَمَّا فَصَلَطالُوتُبِالْجُنُودِ- فترك صرفه دليل على أنّه
أعجمى، إذ لو كان فعلوتا من الطول كالرغبوت و الرهبوت و
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 100