{aفنقول:a} العوارض جمع للعرض، والعرض عبارة عن حمل شيء على شيء وكونه ملتحقاً به، والعارض على الشيء قد يكون بلا واسطة شيء آخر وقد يكون مع الواسطة.
{aففي الأوّل:a} قد يكون الشيء عارضاً على الماهيّة فقط دون الوجود كعروض الزوجيّة على الأربعة.
وقد يكون الشيء عارضاً على الشيء بوجوده الخارجي نظير عروض الإحراق والحرارة على النار.
وقد يكون الشيء عارضاً عليه بوجوده الذهني، كعروض الكلّية على الإنسان حيث لا يعرض على وجوده الخارجي لأنّ وعاء الكلّية والجزئية ليس إلّا الذهن.
هذا كلّه للعارض على الشيء بلا واسطة فيه أصلاً.
{aوأمّا الثاني:a} وهو العارض على الشيء لكن مع واسطة شيء آخر وهو أيضاً على ثلاثة أقسام:
{aتارةً:a} تكون الواسطة في الثبوت نظير عروض الحرارة على الماء بواسطة النار، حيث أنّ واسطيّة النار للحرارة على الماء تكون ثبوتيّاً.
{aواُخرىََ:a} تكون الواسطة في الإثبات؛ أي في المبادئ التصديقيّة نظير واسطة حدّ الوسط في الصغرى في ناحية المحمول لإثبات الموضوع والأصغر على المحمول والأكبر في الكبرى في الشكل الأوّل من القياس، كقولنا العالم متغيّر، وكلّ متغيّر حادث، فالعالم حادث، فإنّ التغيّر في القضيّتين وهما الصغرى والكبرى هو واسطة لإثبات الحادثيّة على العالم، وتسمّى بالواسطة في الإثبات.