العلم على سائر العلوم أيضاً عرضاً ذاتيّاً.
ثمّ استخلص رحمه الله بعدم لزوم حفظ العرض الذاتي في تعيين الموضوع لكلّ علم، بل قد يكون في العلم له موضوعاً لوجود جامع ذاتي بحيث يكون موضوع العلم عين موضوع مسائله، وقد لا يكون كذلك.
{aوبالجملة:a} يكون العلم عبارة عن مجموعة من القضايا المختلفة، يجمعها غرض واحد، وهذا الغرض الواحد يكفي في صدق العلم عليه.
هذا حاصل ما ذكره المحقّق المذكور.
{aوالتحقيق أن يُقال:a} بأنّ العرض يكون على قسمين؛ إمّا فلسفي أو منطقي.
أمّا العرض الفلسفي يكون في مقابل الجوهر، هو عبارة عن ماهيّة من شأنها أن يكون وجودها في الخارج في موضوع، بخلاف الجوهر حيث أنّه إذا وجد وجد لا في موضوع، بل قائم بنفسه.
هذا بخلاف العَرَض المنطقي، فإنّه عبارة عمّا يكون خارجاً من ذات الشيء ومتّحداً معه في الخارج، ويقابله الذاتي، فإنّ العرض المنطقي قد يكون جوهراً من الجواهر كالناطق بالنسبة إلى الحيوان، وبالعكس حيث أنّ كلّاً منهما يكون خارجاً عن ذات الآخر ويحمل عليه، فيصدق عليه العرض المنطقي مع أنّه جوهر فلسفي، وعليه فلو جعلنا المراد من العرض الذاتي في تعريف الموضوع هو العرض الفلسفي فيه، يمكن ورود الاعتراضات التي قد عرفت تفصيلها، من الإشكال في صدق كونها ذاتيّاً إذا كان مع الواسطة، أو تعدّد الوجود في مرحلة تحقّق العرض بالنوع والجنس، هذا بخلاف العرض المنطقي.
وأمّا لو لاحظنا العرض بمعناه المنطقي، بمعنى كون كلّ شيء يكون خارجاً ـ