الأمر الثالث في بيان وجوبها وأهميتها في الإسلام والدين
واعلم بأنا إذا رجعنا إلى الآيات الواردة في القرآن في موقعيتها ولاحظنا الأخبار والأنباء الواردة فيها عن النبي والأئمة الأطهار وجدنا أنها تكون أخت الصلاة وقرنيها لدى الله تبارك وتعالى قد قرنها في كثير من آياتها بينها وبين الصلاة بتعابير مختلفة وصيغ متشتتة قبل أمره جل وعلا في سورة البقرة بها بقوله تعالى[1]: وَ أَقِيمُوا اَلصَّلاََةَ وَ آتُوا اَلزَّكََاةَ... وفي سورة التوبة بقوله تعالى[2]: خُذْ مِنْ أَمْوََالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهََا...، بل قد هدد الله من تركها بالويل عليه في سورة فصّلت بقوله تعالى[3]:...وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ^`اَلَّذِينَ لاََ يُؤْتُونَ اَلزَّكََاةَ...، بل قد عرفت أنه جعل علاقة للإيمان في سورة المؤمنون بقوله تعالى[4]: وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكََاةِ فََاعِلُونَ. وغير ذلك من الآيات هذا بالنظر إلى الكتاب.
وأمّا السنّة فدلالتها على وجوبها وأهميتها أكثر من أن تحصى ونشير إلى بعضها تبركاً وتيّمناً، ففي الصحيح عن عبد الله ابن سنان[5] قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما نزلت آية الزكاة خُذْ مِنْ أَمْوََالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهََا... في شهر رمضان فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديه فنادى في الناس: إن الله تبارك وتعالى قد فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة، ففرض الله عليكم من الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب ونادى