فبذلك ظهر أنّ إزالة كل واحد من القسمين - سواءً الحدث الأكبر أو الأصغر - بماله من الشرائط تسمىََ طهارة .
كيفيّتة تقابل الطهارة و القذارة
ثمّ إنّه بناءً ذكرناه يثبت أنّ الطهارة تنقسم إلىََ قسمين : طهارة خبيثة وطهارة حدثية ، وهو المستفاد من الآية النازلة في غزوة بدر ، وهي قوله تعالىََ : {/«إِذْ يُغَشِّيكُمُ اَلنُّعََاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطََانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىََ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدََامَ»[1]/} ، حيث نزلت فيما كان المؤمنون قد نزلوا في أرض رخوة رملية في أرض متربة صلبة فاستوحش المؤمنون لرخاوة موضع أقدامهم دون الكفار ، فأرسل اللََّه على المؤمنين النعاس - أي النوم الخفيف - فأحسوا الأمن من الخصم أو من اللََّه ، فصاروا مجنبين محدثين فأنزل اللََّه عليهم الماء - أي المطر - من السماء - أي العلو والارتفاع - ليطهروا من الخبث والحدث ، أو ليطهروا باتيان الغسل فقط .
«لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ» أي عن الخبث بسبب نزول الماء ، «وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطََانِ»أي الجنابة بواسطته ، هذا بحسب الطهارة من القسمين «وَ لِيَرْبِطَ عَلىََ قُلُوبِكُمْ» أي برفع الاستيحاش من رخاوة أرضهم وصلابة أرض خصمهم ، حيث صارت القضية معكوسة ، إذ صَلبت أرض الرمل وتلبدت بنزول المطر عليها ، ورخوت أرض التراب وصارت طيناً ووحلت ، ولذا قال تعالىََ : «وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدََامَ» .
وتوهم كونها في خصوص المطر واضح الردّ والبطلان ، لعدم خصوصية فيه ، فيلغي ذلك قطعاً ، كما تلغىََ خصوصية كونها نازلة في غزوة بدر ، للقطع بعدم الخصوصية في المورد ، كما قيل الاعتبار بعموم الوارد لا بخصوص المورد ، وهو