ولكن الانصاف مع التأمل في أخبار «من بلغ . .» يفهم أن الحق مع صاحب «المدارك» لو لم نقل بامكان الجمع بين العَلَمين ، وكان رجوع النزاع بينهما لفظياً .
وتوضيح ذلك : أن ظاهر قوله عليه السلام في حديث عمران : «مَنْ بلغه ثواب من اللََّه علىََ عمل فعمله التماساً لذلك الثواب اوتيه»[1] أنّه كان من باب التفضيل ، أي لا يخيبه اللََّه في رجائه ، حيث قد أتىََ طمعاً بذلك الثواب ، وأما صيرورة العمل بذلك البلوغ محبوباً واقعاً ، فيصير مستحباً شرعياً فغير معلوم ، بل دعوىََ عدم استفادة المرغوبية بين ذلك التعبير ، بحيث يرغب الناس في الإتيان بالعمل إذا صارت الحال كذلك فغير بعيدة ، إلّاأن يستظهر ذلك من جهة أنّه إذا كان اللََّه عز وجل كريماً على الإطلاق ، حتى أنّه يعطي عبادة الثواب بهذه الصورة ، كان من مناسبة الحكم والموضوع من حسن تحصيل الثواب والحسنات ، أنّ للعباد أن يحصلوا ولو كان كذلك ، فله وجه جيد لا يخلو من لطافة . بل قد يمكن أن يدعى ان المقصود من الاستحباب في كلام صاحب «الجواهر» و «المصباح» أيضاً هو المحبوبية بما قد ذكرنا ، حيث أنّ صاحب «المدارك» قدس سره أيضاً لعله لا يمنع عن ذلك المقدار ، ولذا صرح صاحب «المصباح» بعد ترتب الآثار المترتبة على العنوان المخصوص ، فليس هذا إلّالما مرّ ذكره . إلّاأنّه خلاف ظاهر كلام «المصباح» بحسب ما أورده من الكلام ، واللََّه الهادي إلىََ سواء السبيل .
{aالمسألة الثانية :a} لا يخفىََ عليك أنّ الغايات المترتبة على الوضوء قد تكون كلها واجبة ، وقد تكون كلها مندوبة ، وقد تكون مركبة منها .
ثمّ في مقام القصد أيضاً ينقسم إلىََ ثلاثة أقسام :
[1] وسائلالشيعة : الباب 18 من أبواب مقدّمة العبادات الحديث 7 .P