ولم يكن لمفردات الراغب ذكرٌ طول هذه القرون ، بل لم أجد أحداً ذكره قبل الفيروز آبادي صاحب القاموس . ثم أخذ يشتهر في القرن الحادي عشر .
قال الداودي في مقدمة المفردات: « اعتمد الراغب على مؤلفات العلماء قبله ، فبحث فيها وناقش أصحابها ، وارتضى أقوالاًورد أخرى ، وأهم هذه المصادر: كتاب المجمل في اللغة لابن فارس . ويبدو أن الراغب قد اعتمد عليه كثيراً ، مع أنه لم يذكره باسمه ، ويتضح ذلك من نفس ترتيب الكتاب ، والتشابه الكبير في العبارة ، وربما ينقل عنه حرفياً ، والموافقة في الأبيات الشعرية . .
ثم ذكر الداودي عشرين مصدراً أخذ منها الراغب ، وهي أكثر . لكن فاته أن الراغب ألقى بكَلِّهِ على كتابي ابن فارس: المجمل والمقاييس ، وكتاب العين للخليل والصحاح للجوهري ، فأخذ منها فقرات وعبارات تامة ، ولم يذكر مصدرها ، فصار من المؤلفين الذين قد ينسبون جهود غيرهم الى أنفسهم !
أمثلة من أخطاء الراغب
سترى في الكتاب العشرات بل المئات من أخطائه ، وبعضها غرائب انفرد بها !
١ .قال في مادة أتى:«الإتيان: مجئٌ بسهولة» فأدخل في المجئ معنى السهولة من عنده ، ولم يقله لغوي ، ولا عليه شاهد من كلام العرب . وقد تُفهم السهولة أو العنف من نفس الآتي ، أو الآتي به ، أو المأتي به ، أو الظرف ، كما فهم في قوله تعـالى: مَا تَذَرُ مِنْ شَئٍْ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم ، من الريح ، وليس من نفس الإتيان .
٢ . تخيل أن تعبير: آتيناهم الكتاب ، يدل على أنهم قبلوه وآمنوا به ، قال: «وآتيناهم: يقال فيمن كان منه قبول» لكنها وردت في القرآن فيمن لم يقبلوه ولم يؤمنوا به ، فقال: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ أَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ .«الأنعام :٢٠».
٣ . فسر الماء الأُجَاج بشديد الحرارة ، مع أن الأجاج الملوحة والمرارة ، قال: «وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ، شديد الملوحة والحرارة ، من قولهم أجيج النار» !
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن - مع ملاحظات العاملي (الكوراني) نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 0 صفحه : 11