نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 123
فيها كان عبد الله بن الحسن،
ومع أنه كَانَ للإمام الحسن أكثرُ من وَلَدٍ أَسْماهَم بعبد الله، إلا أن مقتضى
التسليم في هذه الزيارة ـ والتي يفترض صدورها عن المعصوم ـ على شخصين؛ أبي بكر،
وعبد الله هو أن هناك شخصين قد استشهدا، كما أن تعدد القاتل وطريقة القتل، يفيد
ذلك المعنى، فأما الأول فقاتله هو الغنوي، والثاني قتله حرملة بن كاهل، وطريقة
القتل في الأول كانت في أثناء القتال والاشتباك، بينما كان الثاني مع اقتراب
نهايتها بوقوع الإمام الحسين عليه السلام على التراب، وكون عبد الله بن الحسن هذا
في حجره وأنه كان صغير السن ابن عشر سنوات أو إحدى عشرة سنة.
وقد ورد السَّلام عليه في زيارة
النَّاحية بعد التسليم على أخيه القاسم ، ثم بالدعاء لهما :" السَّلامُ عَلَى
القَاسِم بنِ الحَسَن بنِ عليّ المضْرُوبِ هَامَتُه، المسْلُوبِ لامَتُه .."،
ثمَّ تستمر الزّيارة بالقول: "جَعَلَني اللهُ مَعَكُمَا وبَوَّأني
مُبَوَّأكُمَا، ولَعَنَ اللهُ قَاتِلَك عَمْرَو بنَ سَعْد بنِ نُفَيْل الأَزْدِي
وَأَصْلاهُ جَحِيمًا وعَذَّبَه عَذَابًا أليمًا"[1]و
نجد التركيز في النص القادم على أنَّ حرملة هو راميه وليس فقط قاتله، فلو قال
(قاتله) فقط لربما كان ذلك بالسَّيف مثلاً، ولكنَّه عندما أردف بكلمة (راميه)
فإنَّه يتبيَّن أنَّ طريقة القتل كانت عبر السِّهام، ومثل حرملة، وهاني بن ثبيت
الحضرمي، وعبد الله بن عقبة الغنوي، كانوا في الغالب يرمون بالسّهام، ونلاحظ أنَّ
كثيراً من الَّذين قُتِلوا من الطَّالبيّين تمَّ قَتْلُهم رَمْيًا بالسّهام، وهذا
يشير إلى أنَّ أعداءَهم لم