نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 169
فحبيب بن مظاهر ممَّن أدرك رسول
الله(صلَّى الله عليه وآله)، لكن تبلورت شخصيّته وكان له دور أكبر في زمان أمير
المؤمنين (عليه السَّلام)، فقد كان حبيب بن مظاهر من جملة الأشخاص القلائل الَّذين
اختصَّهم أمير المؤمنين (عليه السَّلام)بعلم المنايا والبلايا.
علم المنايا والبلايا نَحْوٌ من أنحاء
الغَيْب
إن من جملة الامتيازات الّتي يمتلكها الأئمّة المعصومون - بحسب ما
نعتقده نحن الشّيعة - علمهم بالمنايا والبلايا، وقد تعدّدت الرّوايات الواردة
عنهم المثبتة لهذا العلم لديهم.
وعلم المنايا والبلايا هو نافذة على عالم الغيب، فالله له علم الغيب
الشَّامل العام بكلّ شيء، وفي كلّ الموارد، ولكن هذا لا يمنع أن يختصَّ الله بعض
خلقه من الأنبياء والأوصياء بنافذة من نوافذ الغيب، كبوابة تشرف على علم محدود من
الغيب وليس اطّلاعًا كاملا على الغيب، بل ضمن دائرة معيّنة: "عالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ
رَسُولٍ"[1]، وهذا الاطلاع على عالم الغيب
له آثارٌ عقائديّة، فحين يرى النَّاسُ شخصًا قد أطلعه الله على جزءٍ من الغيبيّات،
يثقون بأنَّ لديه منزلةً خاصَّةً عند الله، فحين يدّعي النُّبوّة أو الإمامة ويأتي
بما يناسبهما يُقبل قوله؛ لأنَّ عنده علمًا لا يوجد عند سائر النّاس، فيُطلع الله
بعض خلقه من أنبياء أو وأوصياء، ليس بشكل مطلق، وإنما هو تبع الحكمة وحدودها، فقد
تكون مسألة غيبيّة واحدة وقد تكون أكثر.