والفقيه، ويظهر هذا أولا من اطلاع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إياه على ما سبق ذكره.

وكذلك ما نقل عنه أنه سأل الإمام الحسين عليه السلام عن أنهم أين كانوا قبل أن يخلق الله آدم. واعتبر المجلسي الأول الرواية قوية فقال: " وفي القوي، عن حبيب بن مظاهر الأسدي رضي الله عنه أنه قال للحسين بن علي بن أبي طالب أي شيء كنتم قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام؟ قال: كنا أشباح نور ندور حول عرش الرحمن فنعلم الملائكة التسبيح والتهليل والتحميد".[1]

حبيب بن مظاهر وشرطة الخَمِيْس

يُعدُّ حبيب بن مظاهر من شرطة الخَمِيْس[2]، وهي أشبه بالشّرطة العسكريَّة الَّتي هي تحت السَّلاح دائماً، فإذا كان هناك حرب وقتال، فهذه الشّرطة في وقت الحرب وظيفتها ضبط الجيش بحيث يُعتمد عليها في الحركة والتعبئة والتّحشيد في الحرب، أمّا وقت السّلم بقية الجيش يذهبون لأعمالهم العاديّة، ولكن هؤلاء يبقون تحت السَّلاح، فإذا صارت مسألة طارئة كما لو ظهرت فتنة مثلا، يُطلب من شرطة الخميس التَّدخّل لإنهائها، وهؤلاء لهم

[1]) روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ، محمد تقي المجلسي (الأول)، ٥/٤٥٧.

[2] والخَمِيْس هنا تعني الجيش وليس اليوم المعهود، حيث سمّي الجيش بالخَمِيْس لأنَّه يُقَسَّم لخمسة أقسام أو خمسة ألوية أو خمسة كتائب، ميمنة وميسرة ومقدّمة ومؤخرة ووسط أوسَاقَة.