نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 189
وبينما ترك
مالك هذا الذكر الرائع مطوقًا بحديث رسول الله، فقد ترك في المقابل بعض شخصيات
قبيلته الذكر السيء واللعنة الباقية وهو (شَبَث
بن رِبْعِي اليربوعيّ التّميميّ) الَّذي شهد كربلاء مُحشِّدًا على ابن بنت رسول
الله وقائدًا للعسكر ضدَّه.
وشتان بين الذِّكرين،
والتاريخين! ولربّ موقفٍ صالحٍ في نهارٍ واحدٍ يجعل للمرء ذكرا خالدًا ما دام
الزمان والانسان، وعكسه في المواقف السيئة.. والأول هو ما حصل مع الحر الرياحي.
صفات الحرّ بن يزيد الرّياحي
من خلال التأمل في قصة الحر
يمكن لنا أن نستكشف بعض جوانب شخصيته وصفاته:
فمنها: القدرة على القيادة العسكريَّة:
مَنْ يتأمّل في بعض مواقف
كربلاء يجد أنَّ الحرّ كانت له قدرة عسكريّة مميّزة في القيادة والشَّجاعة، وهناك
فرق بين القيادة العسكريَّة والشَّجاعة[1]،
فالحرّ كان جامعًا بين القيادة العسكريَّة
[1] ولهذا اتُّهِمَ أميرُ المؤمنين من قِبَلِ قريش بأنَّه شجاعٌ
ومقاتلٌ قويٌّ ولكن ليست عنده إدارة وقيادة عسكريَّة لذلك لا يمكنه أن ينجح،
فكذَّب الإمامُ (عليه السَّلام) مقالتهم وردّ عليهم بقوله:" حتَّى لَقَدْ
قَالَتْ قُرَيْش إِنَّ ابنَ أبي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِن لا عِلْمَ لهُ
بالحَرْب، للهِ أَبُوهُم وهَلْ أَحَدٌ مِنْهُم أَشَدُّ لها مِرَاسًا وَأَقْدَمُ
فيهَا مُقَامًا منَّي لَقَد نَهَضتُ فِيْهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْريْنَ، وهَا
أَنَا ذَا قَدْ ذَرفْتُ عَلَى السِّتينَ". يُنظر: نهج البلاغة، ج ١
ص٧٠.
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 189