responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 192

حكيمًا، وحين يدرس الباحث ردود أفعاله يجدها تدلّ على حكمته، ومن ذلك موقفان:

الأوَّل: حين جاء على رأس ألف مقاتل من الكوفة، وكان الحسين قد وصل إلى عُذَيْب الهجّانات والتقى به، وكان قد أضرَّ به وبأصحابه العطش، فأَمَرَ الحسين(عليه السَّلام) بسقي الرّجال، وأَنْ يُرشّفوا الخيل ترشيفا [1]، بعدها سأل الحرّ: يا حرّ لنا أم علينا؟

فقال له: إنّي أُمِرْتُ إن لقيتُك ألَّا أتركك حتَّى آخذ بيدك لابن زياد، دار الكلام بينهما في أخذ وردّ حتَّى قال الحرّ للحسين: إِنْ قاتلتَ لَتُقتلنَّ، فقال له الحسين: أبا لقتل تخوّفني، ثمَّ التفت لأصحابه قائلا: انصرفوا، فلمَّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف، فقال الحسين (عليه السَّلام) للحرّ: ثَكَلَتْكَ أمُّك، ما تريد؟[2]

« فقال الحر: والله لو غيرك يقولها ما تركت ذكر أمه. ولكنه والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما أقدر عليه، فقال الحسين: فما تريد؟ قال: أريد أن أقدمك على عبيد الله بن زياد، قال: فإني والله لا أتبعك، فقال الحر: وأنا والله لا أدعك.


[1] والتَّرشيف معناه رشّ الماء على الخيل لا سقيها؛ لأنَّه يُقَال إذا قَطَعَت الخيل مِشْوارًا طويلًا وسقيت الماء مباشرة هذا السَّقي المباشر قد يؤذيها ويُوْدِي بحياتها، لذلك أوَّل الأمر يبرّدوها بالتَّرشيف بعد ذلك تُسْقَى الماء على دفعات.

[2] إن صحَّ هذا النقل فلا يُثيرُ إشكالا؛ لأنّ الحرّ في هذا الموقف كان باغيًا على إمام زمانه ويستحقّ أكثر من هذا، وجاء جائرًا ليأخذ إمام زمانه ليسلّمه لابن زياد لكي يسجنه أويقتله.

نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست