responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 193

فلما ترادّا الكلام قال له الحر: لم أؤمر بقتالك وإنما أمرت أن أقدم بك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة يكون بيني وبينك نصفا حتى أكتب إلى الأمير عبيد الله بن زياد وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أحببت ذلك، أو إلى ابن زياد إن شئت، فلعل الله أن يرزقني العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك»[1] وهنا نلاحظ رد الحر على الحسين عندما قال له ثكلتك أمك! فقد بقي احترامه لسيدة نساء العالمين غالبا على موقف الغضب بل وقال إن الزهراء لا تذكر إلا بأحسن ما يُقدر عليه، فإن ردّة الفعل هذه تكشف عن شخصيَّة تتصف بالحكمة.

ومع أنه كان الأكثر عدة ورجالا، وفي مثل هذه الحالة يميل صاحب الغلبة الظاهرية أن يحسم الموقف عسكريا! إلا أنه قدَّم اقتراحًا وسطًا ينتهي إلى أن ينزع فتيل الأزمة وألّا يبتلى بدم الحسين عليه السلام. فلا يدخل الحسين الكوفة ولا يرجع إلى المدينة!

إن هذا الموقف من شخصية عسكرية لها غلبة ظاهرية، وضمن ظروف يكون الحسم فيها بالسيف، ويقول بعضهم فيها إن كلمته لا تتثنى، ولا بد من الحسم في الثقافة العسكرية.

ولأن الحسين عليه السلام هو كجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي ما عُرِض عليه أمران في أحدهما الرّفق إلا اختاره، لم يُصرّ على الذهاب للكوفة ولا على الرّجوع إلى المدينة!


[1]) أنساب الأشراف 3/ 381.

نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست