نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 195
سيفه ونزع خُوذته وجاء مطأطئًا
برأسه وهو يقول: جُعِلْتُ فداك - يا ابن رسول الله - أنا صَاحبُك الَّذي حبستُك عن الرّجوع، وسايرتُك في الطَّريق، وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما
ظننتُ أنَّ القوم يردّون عليك ما عرضتَه عليهم، ولا يبلغون منك هذه المنزلة،
واللهِ لو عَلِمْتُ أنَّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبتُ منك الَّذي ركبت، وإنّي
تائبٌ إلى الله تعالى مما صنعت، فترى لي من ذلك توبة؟، فقال له الحسين (عليه
السَّلام): نعم، يتوب الله عليك فانزل، قال: أنا لك فارسًا خيرٌ منّي راجلًا،
أقاتلهم على فرسي السَّاعة، وإلى النّزول يصير آخر أمري.
خطبة ونصيحة للقوم:
فقال له الحسين عليه السلام:
فاصنع - يرحمك الله - ما بدا لك، واذهب للقوم وعظهم لعلّ أحدهم ينجو بوعظك، فأقبل
نحو القوم وقام فيه خطيبًا وقال: يا أَهْلَ الكوفة، لأُمْكُم الْهَبل والعَبَر،
أَدَعَوتُم هذا العبدَ الصَّالح حتَّى إذا أتاكم أَسْلَمْتُمُوه، وزَعَمْتُم
أنَّكم قَاتِلُوا أَنْفُسَكم دونه ثمَّ عَدَوْتُم عليه لتقتلوه، أَمْسَكْتُم بنفسه
وأَخْذُتم بكَظْمِه[1]، وأحطتم به من كلّ جانب لتمنعوه
التَّوجه في بلاد الله العريضة، فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعًا ولا
يدفع عنها ضرّا، وحَلْأَتُموه[2] ونساءَه وصبيتَه وأهلَه عن ماء