نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 199
وكان قائد الجيش آنذاك سُليمان
بن ربيعة الباهلي وذلك في أيام الخليفة الثَّاني، وعندما تمَّ الفتح والنَّصر
للمسلمين سَادَ الاستبشار والفرح بين المقاتلين ومن ضمنهم سلمان المحمديّ[1] الَّذي سُرَّ لهذا النَّصر الإسلاميّ
ممَّا سيُسَاهِم في التَّعرف على هذا الدّين القويم في مقابل الدّيانات الخاطئة
الَّتي كان عليها النَّاس في ذاك الزَّمان لا سيما المجوسيَّة الزُرادشتية، فتمثّل
سلمان المحمديّ بقوله الّذي نقله فيما بعد زُهير بن القين في يوم كربلاء حيث قال
لأصحابه:" إِنّي سَأُحدّثكم حديثًا: إنَّا غزونا البحر[2]،
فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا وَأَصَبْنَا غَنَائِم، فقال لنا سَلْمَان الفَارسيّ (رضي
الله عنه) أَفَرَحْتُم بما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُم، وَأَصَبْتُم مِنَ الغَنَائِم؟،
فقلنا: نعم، فقال: إذا أَدْركْتُم شبابَ آلِ محمَّد فَكُونُوا أشدَّ فرحًا
بقِتَالِكُم مَعَهُم ممَّا أَصَبْتُم الْيَوْمَ مِنَ الغَنَائِم"[3]،ومن هذا يتَّضِح علم زهير بن
القين بواقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين (عليه السَّلام) فيها مُنذ وقتٍ
مبكّر، وقد كان عمره آنذاك في أدنى الفروض عشرين سنة، أي أنَّه كان يعلم بما سيجري
في كربلاء قبل(40) سنة من وقوع الحادثة.
[1] إنَّ مشاركة سلمان الفارسيّ وزُهَيْر بن القين مع جيوش المسلمين
في الفتوحات يكشف عن انضمام قسمٍ من أولياء أمير المؤمنين (عليه السَّلام) إمَّا
على مستوى القيادة المباشرة، أو على مستوى الاستشارة العسكريَّة، أو على مستوى
الجنديَّة والمشاركة القتاليَّة في هذه الجيوش.