نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 200
(عُثْمَانيّ الْهَوى) بين القبول والرّفض
انتشرت فكرة عُثمانيَّة زهير بن
القين عند بعض من المؤلفين والخطباء وقد اعتمد هؤلاء في نقلهم على ما ذكره
البلاذري (ت 279 هـ) تارة حيث ذكر هذا بقوله: " قالوا: وكان زهير بن القين
البجلي بمكة، وكان عثمانيا، فانصرف من مكة متعجلا»[1]ولا
نعرف من هم الذين قالوا؟ وعلى أي شيء اعتمدوا وبالتالي فلا قيمة لهذا القول!
ثم ظهرت في تاريخ الطَّبري الذي
تُوفي سنة (310هـ)، والظاهر أنه منه انتشرت وشاعت، لما للطبري من موقع في تدوين
التاريخ ونقلها عن أبي مخنف الأزدي، في ضمن حوار بين زهير وبين عزرة بن قيس وهو
جندي من الجيش الأموي.
وقبل أن نناقش الفكرة ينبغي أن
نوضح ماذا يعني أن يكون الشَّخصُ عُثمانيًّا؟ فنقول:
إنه قبل ظهور المذاهب الفقهيَّة
كانت الانتماءات العقائديَّة بين النَّاس هي السَّائدة فيقال: هذا من شيعة عليّ
(عليه السَّلام) إذا كان من الموالين له، ويُقال في العادة لمخالفي الإمام علي
عليه السلام: عُثمانيّ ولم يكن ينسب هذا حينئذ لبني أمية، فلا يقال له: أُمويّ
الهوى، إنَّما يُعَّبر عنه بالعُثمانيّ؛ والناظر لاستعمالهم[2]
هذه الكلمة يلحظها بوضوح.
[2]) من ذلك ما وصف به حسان بن ثابت عند حديثه عن عزل الإمام علي
قيسًا بن سعد بن عبادة الانصاري عن مصر، «فخرج منها مقبلا إِلَى الْمَدِينَة،
فقدمها، فجاءه حسان بن ثَابِت شامتا بِهِ- وَكَانَ حسان عثمانيا- فَقَالَ لَهُ:
نزعك عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ» تاريخ الطبري 4/ 555. وفي الطبقات الكبير لابن سعد
6/ 419: عن شيبان بن مُخَزَّم - قال: وكان عثمانِيًّا يبغض عليًّا -».
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 200