نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 202
وفيما بعد دار حوارٌ بين
عَزْرَة بن قيس - وهو أحد رجال عمر بن سعد ومن قادة الأمويّين- وبين زهير بن
القين:" فقال له زهير: يا عَزْرَة إنَّ الله قد زكَّاها وهَدَاهَا فاتقِ الله
يا عَزْرَة فإنّي لك من النَّاصحين أنشدك الله يا عَزْرَة أن تكون ممَّن يعين
الضُّلّال على قتل النّفوس الزكيّة، قال: يا زهير ما كُنْتَ عندنا مِنْ شِيْعَةِ
أهل هذا البَيْتِ إنَّما كُنْتَ عُثْمَانيًّا، قال: أَفَلَسْتَ تستدلّ بموقفي هذا
أنّي منهم، أما والله ما كتبتُ إليه كتابًا قطّ، ولا أرسلتُ إليه رسولًا قطّ، ولا
وعدتُه نصرتي قطّ، ولكنَّ الطَّريق جمع بيني وبينه فلمَّا رأيتُه ذكرتُ به رسول
الله (صلَّى الله عليه وآله) ومكانه منه، وعرفتُ ما يُقْدِمُ عليه من عدوّه
وحزبكم، فرأيتُ أن أنصره وأن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظًا لما
ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله عليه السَّلام "[1].
تأملات في رواية الطَّبريّ
أوّلا: إنَّ رواية الطَّبري مرويةٌ عن شخصٍ غير معروف، ونُقلت بعد (250) سنة
من زمان وقوع الحادثة فهذه الرّواية تعتبر لا حُجيَّة لها؛ لأنَّ الرَّاوي غيرُ
معروف، والمؤرخ غيرُ مُعاصر للحدث.
ثانيًا: ذُكِر في الرّواية " فإذا سَارَ الحسين تخلَّف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين
تقدَّم زهير"، وهذه الصُّورة غير ممكنة الحدوث حيث إنَّ زهير بن القين خرج من
مكَّة بعد الحج في اليوم الثَّاني عشر، والإمام الحسين (عليه السَّلام) خرج من
مكَّة قبل الحج في اليوم الثَّامن فيتحصَّل من هذا أنَّ هناك فارقَ أربعةِ أيَّام
تفصل بين