نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 206
الجُعفي فحين نزل الحسين (عليه
السَّلام) في قصر بني مقاتل، فإذا هو بفسطاطٍ مضروب ورمحٍ منصوب وسيفٍ معلّق وفرس
واقف، فقال الحسين: لِمَنْ هذا الفسطاط؟ فقيل: لرجل يقال له عبيد الله بن الحرّ
الجعفي، قال: فأرسل الحسين برجل من أصحابه يقال له الحجّاج بن مسروق الجعفي.
فأقبل حتَّى دخل عليه في فسطاطه
فسلَّم عليه فردّ عليهِ السَّلام ثمَّ قال: ما وراءك؟، فقال الحجّاج: يا بن الحرّ!
والله قد أهدى الله إليك كرامة إن قبلتها! قال: وما ذاك؟، فقال: هذا الحسين بن
عليّ يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلتَ بين يديه أُجِرْتَ، وإِنْ مِتَّ فإنَّكَ
اسْتُشْهِدْتَ!، فقال له عبيد الله: والله ما خرجتُ من الكوفة إلَّا مخافة أن يدخلها الحسين وأنا فيها،
فلا أنصره لأنَّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلا وقد مالوا إلى الدّنيا إلا
مَنْ عصم الله منهم، فارجع إليه وخبّره بذاك.
فأقبل الحجّاج إلى الحسين
فخبّره بذلك، فقام الحسين ثمَّ ذهب إليه، فلمَّا دخل وسلَّم وثب عبيد الله بن
الحرّ من صدر المجلس، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعد، يا
بن الحرّ! فإنَّ أهل مِصْركم كتبوا إليَّ وخبَّروني أنَّهم مجتمعون على نصرتي، وأن
يقوموا دوني ويقاتلوا عدوّي، وأنَّهم سألوني القدوم عليهم، فقَدِمْتُ ولستُ أدري القوم
على ما زعموا، وأنت يا بن الحرّ فاعلم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- مؤاخذك بما كسبتَ
وأسلفتَ من الذّنوب في الأيَّام الخالية، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبةٍ تغسل
بها ما عليك من
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 206