نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 207
الذّنوب، وأدعوك إلى نصرتنا أهل
البيت، فإِنْ أعطينا حقَّنا حَمِدْنَا الله على ذلك وقبلناه، وإِنْ مُنعنا حقّنا
وركبنا بالظّلم كنتَ من أعواني على طلب الحقّ، فقال عبيد الله بن الحرّ: والله
يا بن بنت رسول الله! لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنتُ أنا أشدّهم على
عدوّك، ولكنّي رأيتُ شيعتَك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفًا من بني أميّة ومن
سيوفهم، فأنشدك بالله أن تطلب منّي هذه المنزلة، وأنا أواسيك بكلّ ما أقدر عليه
وهذه فرسي ملجمة، والله ما طلبتُ عليها شيئًا إلا أذقته حياض الموت، وخذ سيفي هذا
فو الله ما ضربتُ به إلا قطعت، فقال له الحسين: يا بن الحرّ! ما جئناك لفرسك
وسيفك، إنَّما أتيناك لنسألك النّصرة، فإِنْ كنتَ قد بخلتَ علينا بنفسك فلا حاجةَ
لنا في شيءٍ من مالك، ولم أكن بالَّذي اتخذ المضلين عَضُدا، لأنّي قد سمعت رسول
الله (صلَّى الله عليه وآله) وهو يقول: "مَنْ سَمِعَ داعيةَ (واعية) أَهْلِ
بَيْتي ولم يَنْصُرْهُم على حقّهم إلَّا َأكَبَّه اللهُ عَلَى وَجْهِهِ في
النَّار"، ثمَّ سار الحسين من عنده ورجع إلى رحله[1].
يُلاحظ هنا أنَّ الإمام الحسين
(عليه السَّلام) قد ذكر وأشار إلى سوابق هذا الرَّجل من الذّنوب وحرَّضه على
التَّوبة منها، ولكنَّه لم يفعل ذلك مع زُهير بن القين حيث إنَّه أرسل وراءه
وتحدَّث إليه قليلاً وعلى الفور التحق به وقطع صلته حتَّى بأُسرته، ولو كان زهيرٌ
أمويَّ الهوى لكان الإمام الحسين قد أدلى بذلك وأخبر به كما أخبر عن عبيد الله
الجُعفي، ولا تصح الحجيّة و الاعتماد على قول أحد الأعداء المتحفّزين ضد