responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 214

عليه حتَّى يصل إلى هدفه الَّذي خُلِقَ من أجله والَّذي عَبَّرت عنه الآية المباركة:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"[1].

في مقابل هذا نجد الكثير من النَّاس مَنْ يتعامل مع هذه الحياة تعاملاً عبثيًا، تَعَامُلَ البطَّالين الَّذين يتَّخذون هذا العمر ضحكة وعبثاً، فتراه يقضي أيامه يومًا بعد يوم وسنةً بعد أخرى غير عَابِئ بما ينتظره، يصرف رصيده الأساس - وهو أيَّام عمره وسنوات حياته - حتَّى إذا وصل إلى نهاية المشوار واستنفد هذا الرَّصيد قال:" يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ"[2].

هكذا تكون حياة الكثير من النَّاس، وتمضي أيَّام عمرهم وهم في غفلة. بينما ينظر البعض الآخر من النَّاس ـ وهو المطلوب من الجميع ـ إلى هذه الحياة نظرةً جديَّة، فيعتبرون أيَّام عمرهم جزءًا منهم كما ورد في الحديث عن مولانا أمير المؤمنين عليه السَّلام:" إنَّما أَنْتَ عَدَدُ أيَّام، فكُلُّ يَوْمٍ يَمْضِي عَلَيْكَ يَمْضِي ببَعْضِكَ"[3]، فأيَّام حياتك عبارة عن ساعات إذا ذهب منها ساعة ذهب قسم منك، و إن مَضَى منك يوم فقد مضى جزء منك، وكما في الحديث المعروف كلّ يوم يمرُّ على ابن آدم يخاطبه أوَّل الصَّباح فيقول:" يا بْنَ آدَمَ أنَا يومٌ جديد، وأنا عليك شَهِيْد، فقُلْ فيَّ خيرًا واعْمَلْ فيَّ خيرًا أَشْهَدُ لك به يوم القيامة فإنَّك لن تراني بعده أبدًا"[4]، فإذا انتهى اليوم لا يرجع


[1] سورة الذاريات آية (56).

[2] سورة الزمر آية (56).

[3] غرر الحكم: ٣٨٧٤.

[4] الأمالي، للشيخ الصدوق، ص ١٦٩.

نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست