نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 232
للتَّكامل الأخلاقيّ عند الإنسان، والبعد عن
التسافل في دركات الفحشاء والمنكر وبمقتضى الآية المباركة فإن الصَّلاة تنهى
عن الفحشاء مطلقًا سواء كانت الفاحشة اللّفظيّة أو الفاحشة العمليَّة، وهكذا
المنكر وهو كلّ ما ينكره الشّرع أو العقل، فالصَّلاة تنهى عنه.
لماذا
لا تؤثّر الصَّلاة فينا؟.
من المبرّرات الباطلة التي يذكرها البعض في
تركه الصَّلاة حين يُسأل: لماذا لا تحافظ على الصَّلاة؟ تراه يجيب: إنَّه لا يجد
تأثيرا للصَّلاة في المصلين ، فقد تجد مصليًا ومع ذلك هو يخون، وآخر يصلّي ويُخلف
الوعد، وثالثًا يصّلي ولا يُسدّد دينه أو يظلم أهله .. إذن هذه الصَّلاة لا تنفع و
لا تنهى عن المنكر، فلماذا أقوم بها؟.
ومع أن لهذه المغالطة أجوبةً كثيرة إلا أننا
نقتصر هنا على جوابين:
الأوَّل:
أنَّ الله عزَّ وجلَّ عندما خلق هذا الإنسان عَرَفَ ما الَّذي يرفعه إلى أعلى
علّيين وما الّذي ينزله إلى أسفل درك السَّافلين وهذه طبيعة كلّ صانع مع مصنوعه
قال تعالى:" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ
نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"[1]،
وليتضح لك المعنى نورد مثالاً لنفرض أنّ الشركة الْمُصَنِّعة لجهاز الهاتف تقول
لك: إذا استخدمتَه بهذا النحو تحصل على أفضل النَّتائج، ولكن لو وضعتَه في الماء
يفسد عليك، فالّذي