نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 233
صنع هذا الجهاز يعرف بشكل دقيق ما يصلحه
وما يفسده، كذلك الّذي خلق هذا الإنسان ويعلم وسوسات نفسه وهو أقرب إليه من حبل
الوريد قرَّر أنَّ الصَّلاة فيها قابليةٌ لتكامل الإنسان ورفعته!
وإنما لا تحصل هذه النتيجة للبعض بسبب وجود
الموانع لا بسبب أن في الصلاة عجزًا عن التأثير. ومثال ذلك هو ما في سائر الأمور
إذا وُجِدَ مانعٌ من تحقق تأثيرها!
فالطَّبيب يَصِفُ لمريض السّكر حِمْيَةً
معينة ودواءً خاصًا يمنع من ارتفاع السُّكر في بدنه، ثمَّ يقوم هذا المريض بأخذ
الدَّواء لكنه لا يلتزم بالتّعليمات كالامتناع مثلا عن تناول الحلوى فيرتفع لديه
السُّكر وربما ساء حاله، فالخطأ ليس خطأ الطَّبيب ولا في وصفة العلاج وإنَّما من
المريض الّذي لم يرفع الموانع عن تأثير العلاج فلم يحصل له الشفاء.
وما نحن فيه هو من هذا القبيل فليست المشكلة
في تأثير الصلاة، وإنما في أن بعض المصلين لا يتركون الموانع التي تمنع تأثير
الصلاة.
الثَّاني:
أن من تأثير الصلاة أنها قللت من انحرافات هذا الشخص، بحيث لو كان لا يصلي لكان
يغش مثلا بمقدار أربعين في المئة من معاملاته، لكنه لأنه يصلي فقد صار الغش عنده
بمقدار عشرين في المئة. وذلك الذي يصلي ويظلم قد يظلم عشرة أشخاص لكنه لو لم يكن
يصلي لكان يظلم ثلاثين وهكذا!
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 233