الله"، بينما الإمام (عليه السَّلام) في الركوع والسجود كان له ستون تسبيحة.

سادسًا: الإمام موسى بن جعفر الكاظم:

دخل أبو حنيفة النعمان - إمام المذهب المعروف - على الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) فقال له:" رأيتُ ابنك موسى (عليه السَّلام) يصلّي والنّاس يمرّون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه، فقال أبو عبد الله (عليه السَّلام): ادعوا لي موسى فدُعِيَ فقال له: يا بنيَّ إنَّ أبا حنيفة يذكر أنَّك كنتَ تصلّي والنَّاس يمرّون بين يديك فلم تنههم فقال: نعم يا أبه إنَّ الَّذي كنتُ أصلّي له كان أقرب إليَّ منهم يقول الله عزَّ وجلَّ:(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، قال: فضمَّه أبو عبد الله (عليه السَّلام) إلى نفسه ثم قال: بأبي أنت وأمّي يا مودعَ الأسرار".[1]

هذه شذراتٌ سريعة من اهتمام أهل البيت(عليهم السَّلام) بالصَّلاة.

ومن المهم أن يمارس الوالدان ومن لهم التأثير في المنزل دورًا استثنائيا في التشجيع على الصلاة بمختلف الوسائل كما قال الله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[2]ومن ذلك؛ التأثير بالقدوة كما كان يصنع الرسول فقد قالت عنه احدى زوجاته: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدّثنا ونحدّثه فإذا حضرت الصَّلاة فكأنَّه لم يعرفنا ولم نعرفه"[3]، ومنها إعلان الأذان في المنزل: فإن له آثاره العظيمة، فعن محمَّد بن راشد قال: حدَّثني هشام بن إبراهيم أنَّه

[1] المصدر نفسه، ج ٣ ص٢٩٧.

[2] سورة طه آية (132).

[3] بحار الأنوار، للعلامة المجلسي، ج ٦٧ ص ٤٠٠.