نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 262
فلو افترضنا أنَّ عربيًّا
شَهِدَ بدرًا، ومَوْلى شَهِدَ بدرًا، فإنه يُميّز بينهما في العطاء ويُفضَّل
العربي، وفي زمان بني أميّة تفشّى تمييز الموالي في الاحترام واعتبار الشّخصيّة
فضلًا عن التَّمييز الاقتصادي، ومنه ما حصل في زمان الخليفة الأمويّ عمر بن
عبد العزيز يذكر أنَّ الشَّعبي وهو القاضي الأكبر في وقته لم يكن يذهب إلى مسجد
الكوفة فسئل عن ذلك فعلّل ذلك بقوله: لأنَّ الموالي جعلوا هذا المسجد أبغض عندي من
كناسة داري ويصرّح بذلك[1]، وكلام هذا القاضي في زمن عمر
بن عبدالعزيز الّذي كان متّصفًا بالإنصاف فكيف ببقية العصور؟.
أما بقيّة العصور فينقل أنَّ
معاوية بن أبي سفيان استدعى الأحَنْف بن قَيْس، وسَـمُرة بن جُنْدب، استدعاهما
معاوية للاستشارة في أمر الموالي فقال لهما: " إنّي رأيتُ هذه الحمراء قد
كَثُرت، وأراها قد قطعت على السَّلف، وكأنَّي أنظر إلى وَثْبَةٍ منهم على العَرَب
والسّلطان، فقد رَأَيْتُ أن أقتلَ شَطْرًا منهم، وأَدَعُ شَطْرًا لإقامة السّوق
وعمارة الطَّريق "[2]، إلا أنَّ الأحَنْف وسَـمُرة
قاما بتهدئته حتَّى عَدَلَ عن رأيه، فإن كان الحاكم يفكّر بهذه الطَّريقة فكيف
ببقية الأجهزة الحاكمة وسائر النَّاس في تعاملها مع هؤلاء الموالي؟
[1] [330]فعن صالح بن مسلم قال:
قال لي عامر الشّعبيّ يومًا وهو آخذ بيدي: إنما هلكتم حين تركتم الآثار، وأخذتم
بالمقاييس، لقد بغّض إليّ هذا المسجد فلهو أبغض إلي من كناسة داري، هؤلاء
الصفافقة، يُنظر: الإحكام، لابن حزم، ج ٨ ص ١٠٧٤.