نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 267
وحبسه، ثمَّ أطلقه بشفاعة صعصعة بن صوحان، و قد ورد أنَّ عليَّا
(عليه السَّلام) كتب إليه حين أمر بعزله:" أَمَّا
بَعْدُ فَإِنَّ صَلَاحَ أَبِيكَ غَرَّنِي مِنْكَ - وظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَه
- وتَسْلُكُ سَبِيلَه - فَإِذَا أَنْتَ فِيمَا رُقِّيَ إِلَيَّ عَنْكَ لَا تَدَعُ
لِهَوَاكَ انْقِيَاداً - ولَا تُبْقِي لِآخِرَتِكَ عَتَاداً - تَعْمُرُ دُنْيَاكَ
بِخَرَابِ آخِرَتِكَ - وتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعَةِ دِينِكَ"[1]، أي لم تكن نعم الخلف لأبيك
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ)[2].
2- التَّفاخر بالانتماء:
هناك مع مَنْ يقول نحن العبديّون ونحن المقرّبون ونحن من أنصار
الأئمّة (عليهم السَّلام) وهذا صحيح في الجملة، ولكنَّ هذا المجتمع كسائر
المجتمعات كان فيه المخلصون الطيّبون الشّجعان وهم على مستوى عالٍ من الفداء، وكان
فيه المصلحيّون الّذين يقدّمون الدّنيا على الآخرة وهذا واحد منهم، ومنهم مرّة بن
منقذ العبدي الَّذي قتل عليًّا الأكبر، وكذلك أخوه رجاء (رضي) بن منقذ العبدي أيضا
كان ممَّن أعان على الحسين عليه السَّلام، ولكن أختهم ماريا بنت منقذ العبدي كانت
صالحة حيث كان عندها مكان - ما يشبه الحسينيّات في عصرنا الحاضر- ومنها انطلق
العبديّون الّذين خرجوا لنصرة الحسين (عليه السَّلام)، فلا بدّ ألا يكون عند بعض
المجتمعات من الاعتداد والتَّفاخر بالانتماء بأن عندنا الخير وعند
غيرنا الشّر، بل كلّ مجتمع
[1] نهج البلاغة، خطب الإمام علي ( ع ) (
تحقيق الصالح )، ص ٤٦٢
.