فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: أَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَفْتَحَ بَيْتَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فَأُعْطِيَكَ أَمْوَالَهُمْ وَقَدْ تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ وَأَقْفَلُوا عَلَيْهَا وَإِنْ شِئْتَ أَخَذْتَ سَيْفَكَ وَأَخَذْتُ سَيْفِي وَخَرَجْنَا جَمِيعاً إِلَى الْحِيرَةِ فَإِنَّ بِهَا تُجَّاراً مَيَاسِيرَ فَدَخَلْنَا عَلَى بَعْضِهِمْ فَأَخَذْنَا مَالَهُ! فَقَالَ: أَ وَسَارِقًا جِئْتُ؟ قَالَ: تَسْرِقُ مِنْ وَاحِدٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْرِقَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً".[1]

وقد حصلت تلك الحادثة من تقريب الحديدة المحماة بعد هذا كما يظهر.

اعتقادٌ خاطِئ

هناك قسم من النَّاس يعتقد ما دام الشَّخص ينتمي لبني هاشم فإنَّه من أفضل النَّاس وأورعهم، وهذا الاعتقاد ليس صحيحًا، نحن نعتقد أنَّ هناك صفوة اختارها الله عزّ وجلّ لشريعته ولعقيدته ولإرشاد النّاس وهم محمّد وآله (عليهم السَّلام)، وهؤلاء لا يُقاس بهم أحد، أمّا غيرهم فليس الأمر كذلك، فلا يُقَاسُ عقيل مثلا بأخيه عليّ عليه السلام أبدًا.

الوقفة الثّانية: ذَهَابُ عقيلٍ لمعاوية:

من الأمور التي تحتاج لتفسير؛ ما يذكر أنّه ذهب لمعاوية بن أبي سفيان، واستفادته من أموال معاوية بن أبي سفيان، والسّؤال: هل هذه الحادثة تُسْقِطُ عقيلًا من الميزان ؟.

الجواب: كلا، للأسباب التَّالية:

[1] مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب ١/ ٣٧٦ بتصرّف.