نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46
وبذلك تُردّ الرواية الّتي تذكر أنَّ أمَ
مسلم ابن عقيل جارية أهداها له معاوية وهذه الرّواية مشتهرة وتذكر أحيانًا في كتب
الإماميّة كما يذكرها المدائني.
بين
معاوية وعقيل
روى المدائني قال:" قَالَ معاويةُ
يومًا لعقيل بن أبي طالب: هَلْ من حاجةٍ فأقضيها لك؟، قال: نعم، جَاريةٌ عُرِضَتْ
عَلَيَّ وَأبى أصحابُها أن يبيعوها إلا بأربعينَ ألفًا، فأحبَّ معاويةُ أن
يُمَازحَه، قَالَ: ومَا تصنعُ بجاريةٍ قيمتُها أربعونَ ألفًا وأنت أعمى، تجــتزئ
بجـــاريةٍ قيمتُها خـــمسون درهــمًا، قـــــال: أرجــــو أن أطــــأها فـــتلدَ
لــــي غــلامًا إذا أغضبتَه يضرب عنقك، فضَحِكَ معاويةُ وقال: مازحناك يا أبا
يزيد، وأمر فابْتِيْعَتْ لهُ الجارية الَّتي أولد منها مسلمًا رحمه الله، فلمَّا
أَتَتْ على مسلم ثمانيَ عشرةَ سنةً وقد مات عقيل أبوه، قال لمعاوية: يا أمير
المؤمنين إنَّ لي أرضًا بمكان كذا من المدينة، وإنّي أُعطيت بها مائة ألف، وقد
أحببتُ أن أبيعَكَ إيَّاها، فادفع إليَّ ثمنها، فأمر معاويةُ بقبضِ الأرضِ
وَدَفَعَ الثَّمن إليه، فبلغ ذلك الحسينُ (عليه السَّلام) فكتب إلى معاوية:" أمَّا
بعدُ فإنَّك اغتررتَ غُلامًا من بني هاشم فابتعتْ منه أرضًا لا يملكها، فاقبضْ منَ
الغلامِ مَا دَفَعْتَه إليه وارْدُدْ علينا أَرْضَنا"، فبعث معاويةُ إلى مسلم
فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين(عليه السَّلام) وقال: ارْدُدْ علينا مالَنَا وخُذْ
أَرْضَكَ فإنّك بِعْتَ مَا لا تَمْلِك، فقال مسلم: أمَا دون أن أضرب رأسك بالسَّيف
فلا، فاستلقى معاوية ضاحكًا يضرب برجليه وقال: يا بُنَيَّ هذا واللهِ كلامٌ قاله
لي أبوك حين ابتعتُ له أمَّك، ثمَّ كتب إلى الحسين (عليه السَّلام):
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46