نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 47
إنِّي قد رَدَدْتُ عليكم الأرضَ وَسَوَّغتُ
مسلمًا ما أخذه، فقال الحسين (عليه السَّلام): أبيتُم يا آلَ أبي سفيان إلا
كرمًا"[1].
نقاش
في رواية المدائني
إنَّ في هذه الرِّواية أَخْطَاء تاريخيَّة
ومضمونيَّة واضحة إضافة لكونها مرسلة وهي:
أوَّلا: من الواضح أنَّ الرواية سِيْقَتْ من
أجل إظهار بني أميَّة ومعاوية على أنَّهم ذوو فضلٍ وحِلْمٍ وكرم، فعقيلٌ يطلب من
معاوية جاريةً بقيمة أربعين ألف ويعطيه إيَّاها، وحين قال له عقيل أُنجبُ منها
غلامًا يضرب عنقك إن أغضبتَه يستلقي لشدَّة ضحكه فهو حليم ومتسامح.
ثانيًا: المراسلات القائمة بين الإمام
الحسين(عليه السَّلام) وبين معاوية من جهة، وبين مسلم بن عقيل وبين معاوية من جهة
أخرى للدرجة الَّتي جعلت مُسْلِمًا يقصد الشَّام ليبيع معاوية أرضًا لم يشترها
أحدٌ في المدينة، ولم يُعهد أنَّ علاقةً من هذا النَّوع كانت بين بني هاشم
والخلافة الأمويَّة.
ثالثًا: قول الإمام الحسين عليه السَّلام في
ذيل الرّواية: " أبيتُم يا آل أبي سفيان إلا كرمًا"، مدحٌ لآل أبي سفيان
وهو الّذي كان معروفًا ببخله الشَّديد حتَّى أنَّه نقل في صحيح البخاري أنَّ هندًا
بنت عتبة قالت: يا رسول الله إنَّ أبا سفيان رجلٌ شحيح لا ينفق عليّ وعلى