نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 54
من
توثيق مسلم بن عقيل والمبالغة في تزكيته أن لا يواجه اضطرابًا حول سفارته، وعزوفًا
عن بيعته وهو ما حدث فعلًا، فكانت بيعته سهلةً وسلسةً جدًّا؛ لأنَّ النَّاس ينظرون
لبيعته وكأنَّها بيعةٌ للإمام الحسين (عليه السَّلام) فبايعه ثمانيةَ عَشَرَ ألفًا
ـ كما نُقل ـ في فترة قصيرة.
المختار الثّقفي وأزمة التّصريح
وعلى
العكس ما حصل مع المختار الثّقفي فمِنْ أشدِّ المشاكل الّتي واجهها المختار
الثَّقفي في مجتمع الكوفة هي مشكلة التّفويض والتصريح، لأنَّ الإمام السَّجاد
(عليه السَّلام) كان يرى أنَّه ليس من الصَّالح أن يُعلن عن ارتباط المختار به،
إمَّا لجهة سياسيَّة والموقف من بني أميّة، أو لأنَّه ستحصل بعض الإشكالات
التَّفصيليَّة في أعمال أنصار المختار فيما بعد، فالإمامُ لا يريدُ أن يتحمَّل تلك
الأخطاء، أو لأسبابٍ أخرى، فلم يُصَرِّح الإمام السجاد (عليه السَّلام) كالتَّصريح
الَّذي صرَّحَه الإمام الحسين (عليه السلام) في حقّ مسلم بن عقيل، لذلك واجه
المختار مشكلةً كبيرةً، واستطاع الزُّبيريُّون والأمويُّون أَنْ يضربوا على هذا الوتر،
فهو لا يُؤيّد من قبل أهل البيت (عليهم السَّلام) لولا أنَّ محمَّد بن الحنفية سأل
الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) عن موقفه تجاه المختار فرَدَّ الإمام زين
العابدين (عليه السَّلام) عليه بجوابٍ عامٍ "يا عم لو أَنَّ عبدًا زنجيًّا تَعَصَّب لنا أهلَ البيت، لوَجَبَ
على النَّاس مؤازرته، وقد وَلَيْتُك هذا الأمر، فاصنع ما شئتَ، فخرجوا وقد سمعوا
كلامَه وهم يقولون: أَذِنَ لنا زين العابدين (عليه السَّلام) ومحمد
بن الحنفيَّة"[1]،