نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58
فكرة أنَّ أهل الكوفة كانوا
أبطالاً ومخلصين ولكنَّ الظُّروف قد تغلَّبت عليهم فيُحاول تبرئة المجتمع بأكمله.
ونعتقد بخطأ كلا المنهجين،
والصَّحيح هو أَنْ يأتيَ الباحثُ مُتجرّداً لكي يرى الوقائع كما حدثت ثمَّ ينتهي إلى
نتائجها، من غير أن يكون مأسورًا بتبرئة هذا المجتمع ولا إدانته، وقد يُلاحظ أن
نمط الكتابة الرسميَّة الأمويَّة والعباسيَّة يتمحور حول فكرة أنَّ أهلَ الكوفة هم
أهل الخيانة، ضمن اتجاه نسبة الخيانة للشيعة عمومًا وأنَّ الوفاء لا يجري في دمهم،
فيسوق المؤلِّف أو المؤرّخ الأحداث ضمن هذا الاتجاه، وقد يأتي أيضاً مَنْ يُؤَلِّف
في ضمن الاتجاه الآخر الْمُعاكس له.
ما هي المُهمّة التي أُرسل من أجلها مسلم بن
عقيل إلى الكوفة؟.
كانت مُهمّة مسلم بن عقيل في
الكوفة استطلاعيَّةً، بمعنى أن يَسْتَكْشِف أحوال مَنْ راسلوا الإمام الحسين (عليه
السَّلام) وجديتهم في مواقفهم التي أعلنوها في رسائلهم للإمام معربين عن انتظارهم
لقدومه، وأنَّهم لا يشهدون مع الوالي جُمُعَتَه ولا جَمَاعَتَه، فإذا رأى مُسلم
أنَّ الواقع الخارجيّ للمجتمع الكوفيّ كما ذكروا في كتبهم، كتب إلى الحسين أن
يقْدِمَ، وقد أنجز مسلم بن عقيل هذه المهمّة قبل شهادته بثلاثة أو أربعة أيَّام.
عندما جاء مسلم بن عقيل إلى
الكوفة نزل في بيت المختار الثَّقفي على رأي، وفي بيت مسلم بن عوسجة على رأي آخر
كما تقدَّم، وأخذ يجمعُ الأنصارَ ويُبايعُه النَّاس، وحين استوثق مسلم من النَّاس
وبلغ
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58