نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 59
من تعاهد معه آلاف، وقد اختلفوا
في عدد مَنْ بايعه، بين مَنْ قال:(12 ألف) وبين مَنْ قال:(18 ألف)، حيث إنَّ هذا
العدد يُشَكِّلُ قُوَّةً شعبيَّةً واسعةً، عندها كتب مسلم بن عقيل إلى الإمام
الحسين أنَّ الرائد[1]لا يُخلف أو لا يُكَذّب أهله، وقد جئتُ إلى الكوفة والنَّاس في
انتظاركَ وقد بايعني الكثير من النَّاس[2]، وقيل إنَّ مَنْ حَمَلَ هذا الخطاب إلى الإمام الحسين (عليه
السَّلام) هو عابس الشَّاكري الَّذي أصبح فيما بعد من شُهداء كربلاء.
والي الكوفة النعمان وموقفه من مسلم
النعمان بن بشير أنصاريٌّ، وهو
من القِلَّة الذين تحالفوا مع بني أميّة، حيث إنَّه شهد معركة صفّين إلى جانب
معاوية، وكافأه معاوية على ذلك بأن عَيَّنَه والياً على الكوفة، وربما لم يكن النُّعمان
رجلاً صِدَاميًّا، لذلك عندما سمع عن خبر قدوم مسلم بن عقيل إلى الكوفة وأنَّه
يجمع الأنصار، لم يشأ الاصطدام به لا سيَّما أنَّ مسلم لم يَظْهَر منه منذُ اليوم
الأوَّل أنَّه جاء بعمل عسكريّ انقلابيّ.
في خِضَمّ هذه الأحداث قامت
مجموعةٌ من أولياء بني أميّة مثل شمر بن ذي الجوشن، وعمر بن سعد، وعمر بن الحجاج
الزبيدي، وكُثيّر بن شهاب بإرسال رسالة عاجلة إلى يزيد بن
[1] الرائد
هو رسول القوم في المناطق الصحراوية ليبحث عن وجود الماء في تلك المناطق، ويُشترط
أن يكون صادقاً لكي لا يُهلك من أرسله.
[2] ونصّ الكتاب:" إنَّ الرَّائد لا يكذب أهله، وَقَدْ
بايعني من أهل الكوفة ثمانيةَ عشر ألف رجلٍ،
فاقْدِمْ، فإنَّ جميع النَّاس معك، ولا رأيَ لهم في آل أبي سفيان". يُنظر: الأخبار
الطّوال، للدينوري ص ٢٤٣.
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 59