نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 64
كذلك في قبيلة مِذْحَج الَّذي
كان رئيسهم الاجتماعيّ هانئ بن عروة المرادي وكان عمره آنذاك قد تجاوز التّسعين،
قام بنو أميَّة بتقريب و إبراز شخصية شُرَيْح القاضي[1] وهو
مِذْحَجي إلى الدولة والسُّلطان، واستعمله عُبيد الله بن زياد في التَّغطية على
خِدَاعه وكَذِبه، وذلك عندما قَدِمَ الْمِذْحَجِيُّون لاستنقاذ هانئ بن عروة عندما
سمعوا أنَّ ابن زياد قد اعتقله، وقد أصرُّوا على ابن زياد أن يكشف لهم عن حال
هانئ، فاستعمل ابن زياد شُرْيَحًا القاضي الَّذي كان له صِفَةٌ دينيَّة -باعتباره
قاضيًا- وقَبليَّة - باعتباره من كبار قبيلة مِذْحَج- فأمره بالخروج للمِذْحَجيّين
لكي يكذبَ عليهم علنًا ويطمئنهم زُوراً بأنَّ هانئًا لا بأس عليه، وقد استدعاه
الأمير لبعض شأنه وحينما ينتهي يعود إلى بيته فوراً، في حين أنَّ شُرَيْحًا قد رأى
عبيد الله بن زياد وهو يجرح وجه هانئ بقضيبٍ من حديد! وهذا يُبيّن مدى شراسة ابن
زياد عندما أخذ في التَّحاور مع هانئ قائلاً له: أتتك بحَائنٍ[2]رِجْلاه
فقال له هانئ: لا أفهم، فـقال ابن زياد: لا تــفهـم أتيتَ بمسلـم بـن عـــقيل في
بـيتـك، وجعـلتَ لـه حـمايـة، وجـمعت لـه الــرّجــال وظننتَ أنَّ هذا يخفى
عَلَيّ، فقال هانئ: ما فعلتُ[3]، فقال له: بل فعلتَ وخرج
[1] شُريح
القاضي هو قاضي القضاة في الكوفة حيث إنَّه كان في سلك القضاء منذ زمن الخليفة
الثَّاني إلى زمن يزيد بن معاوية، ومات سنة 70هـ أي من سنة 25هـ إلى سنة 65هـ وهو
يُقاضي بهذه العقليَّة الّذي تكذب على النّاس علنًا.
[3]
بالفعل هانئ لم يفعل ذلك، لأنَّه لم يدعُ
مسلمًا، وإنَّما مُسلم هو مَنْ غيّر مكانه، وانتقل من دار المختار أو من دار مسلم
بن عوسجة إلى دار هانئ بعدما جاء عبيد الله بن زياد.
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 64