نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 80
كما يقول المؤرخون أولاد عبد
الله بن جعفر، عون وأمُّه زينب العقيلة، ومحمَّد وأمُّه الخوصاء الوائليَّة،
وقيل إنَّهما حملا رسالة من والدهما عبد الله بن جعفر إلى الإمام الحسين (عليه
السَّلام)، وإذا صحَّ هذا الخبر فهذا يعني أنَّ عبد الله بن جعفر لم يكن موجودًا
في مكّة حال وَرَدَها الحسين، ولكنَّه كان حريصاً على الحسين(عليه السَّلام)،
وعــــلى مـــا سيــؤول إليه أمــره، ولــو تأمّلنا في الـزيــارة التي ذكــرناها
في البدء والَّتي هـــي مـــن إمـامٍ معصوم ـ والّتي يُفترضُ أَنْ يُعتنى بها
عنايةً خاصَّة لأهمّيتها[1] ـ حيث يقول الإمام الهادي
مسلِّمًا عَلَى محمَّد: "السَّلام
[1] و تكمن أهميّة هذه
الزيارة والزيارات المشابهة لها من عدَّة جهات:
الجهة
الأولى: كونها رابطة بين الإنسان الموالي وبين أهل البيت (عليهم السَّلام) يتمكَّن
من خلالها التَّعرف على مقاماتهم ومنزلتهم عند الله تعالى.
الجهة
الثّانية: كونها مصدرًا من المصادر التاريخيّة يمكن من خلالها إثبات بعض الحقائق
التاريخيّة، فهي تخبرنا عن قتلة شهداء كربلاء، إضافة إلى أنَّها تشرح بعض ما جرى
في المعركة من أحداث كزيارة النَّاحية المنسوبة للإمام الحجّة (عجَّل الله فرجه
الشَّريف)، نجدها تُبيّن كيف حدثت بعض الأحداث؟، فضلاً عن وصف حالة التّفجع فيها
كقوله:" وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ،
قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ
مَخْزِيّاً، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الخُدُورِ،
نَاشِرَات الشُّعُورِ، عَلى الخُدُودِ لاطِمَاتُ، وبالعَوِيلِ دَاعِيَات، وبَعْدَ
العِزِّ مُذَلَّلاَت..." فهذه العبارات مثلاً تحكي حَدَثًا
من أحداث يوم عاشوراء، وتؤيد القول الّذي يقول: إنَّ النسوة خرجن قبل مصرع الحسين
(عليه السلام)، وقبل حَزِّ الرأس الشَّريف، وذلك لأنَّ هناك قولين بين المؤرخين:
الأوَّل:
أنَّ زينب ومَنْ معها من النّساء قد خرجن من الأخبية وذهبن إلى الإمام الحسين بعد
أنْ احتُز رأسه الشّريف وبعد أن هجمت الخيل.
الثاني:
أنهن خرجن قبل ذلك ورأين اللّعين شمر بن ذي الجوشن جالسًا على صدر الحسين (عليه
السّلام) مستدلّين على ذلك بما ورد في زيارة النَّاحية.
إذن
إذا ثبت أنَّ زيارة النَّاحية وردت عن الإمام المعصوم (عليه السَّلام)، فإنها
ستكون مصدرًا تاريخيّا يثبت لنا أنَّ النّساء خرجن بهذه الكيفيّة وذهبَن لمدافعة
الشّمر قبل مقتل الحسين وقبل حزّ رأسه الشّريف. ولتفصيل هذه المعاني يمكن للقارئ
مراجعة كتابنا : زيارة الناحية المقدسة للإمام الحسين عليه السلام.
كذلك
بالنّسبة لزيارة النّاحية المنسوبة للإمام الهادي أو غيره (عليهم السّلام)، فعندما
يُسَلِّم على أحد الأنصار، ويذكر بعض صفاته وأوضاعه، فإنَّ قول المعصوم هذا
يُعَدُّ مصدرًا في بيان بعض صفات هذا الشَّهيد والكشف عن شيءٍ من مقاماته،
والتعرّف على كيفية قتاله ومَنْ الذي قتله؟، فضلاً عن الارتباط به.
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 80