وقد يكون العطاء وكثرته في المال، وقد يكون في العلم وهكذا، وقد رأينا في
حياة الإمام الجواد أنه بدأ بالعطاء المالي السخي منذ كان صغيرًا من حيث العمر،
وقد تربى على هذا الأساس، بالرغم من أن من كانوا يحيطون به يحاولون أن يمنعوه عن
ذلك المقدار من السخاء والعطاء، ومن المعتاد أن تعلق الإنسان صغير السن بالمال
وإحساسه بالتملك يكون عاليًا، لكننا وجدنا في حياة الإمام الجواد غير ذلك، لا سيما
وأبوه الرضا يحثه ويحرضه على الجود والسخاء وأن لا يلتفت إلى ما كان يعمله
المرافقون من وسائل وطرق لكي (يوفروا!) على ابن الرضا عطاياه، ويحرموا منها أرحامه
والمحتاجين من غيرهم.