وقد يكون من معاني ذلك أن ما تتوهمه وتصوره بصورة خيالية هو مخلوق ومصنوع
لفكرك، فهذا لا ينطبق على الله سبحانه ا لذي خالق كل شيء، وهو ما ورد معناه في
روايات أخر مما روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم»[2]
كما نقل الكليني والصدوق في الكتابين ما يضع مقياسًا للمعرفة الكلية بالله
سبحانه بحيث يضع حدين لا ينبغي الوصول إليهما، في أنه يقال لله: (شيءٌ)، فإنه
يخرجه من حد التعطيل والنفي ومن حد التشبيه بما دل على أنه ليس كمثله شيء، وذلك في
ما رواه عن الإمام محمد الجواد عليه السلام الْحُسَين
بْن سَعِيدٍ الأهوازي، قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام: يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلّهِ: إِنَّهُ شَيْءٌ؟ قَالَ:
«نَعَمْ، يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ: حَدِّ التَّعْطِيلِ، وَحَدِّ
التَّشْبِيهِ»[3].
[1] الكليني:
الكافي (ط دار الحديث) ١/٤٤٤، والصدوق في التوحيد
١٠٦