نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 103
الخواجة نصير الدين الطوسي (ت ٦٧٢ هـ) وفي
زمانه ألف الخواجة الطوسي رسالة[1] درس فيها الروايات تلك وعالجها وانتهى
إلى أنّ هذا التحريم والمنع كان له ظرفٌ زمانيٌ محدود. وهو (ظرف الاستتار) في زمان
الغيبة الصغرى، وبدايات الغيبة الكبرى حيث كان هناك تخوفٌ تهديدٌ على اثر طلب السلطات
الظالمة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وتتبع أثره وخبره، فكان من الطبيعي
ان يصدر توجيه بمنع التعامل مع اسمه الرسمي والواضح. فكان هذا المنع أشبه بالأحكام
الولائية التي كان يصدرها رسول الله صلى الله عليه وآله في زمانه لقضية محددة.
وبيان ذلك: أن العلماء يتحدثون عن أن الروايات والأحكام هي على أقسام؛ فمنها
ما يكون داخلا تحت عنوان (حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة وحرامه حرام أبدا إلى
يوم القيامة لا يكون غيره ولا يجيء غيره)[2]
وهناك من الأحكام والروايات ما جاء لينظم قضية ذات زمان ومكان وأشخاص محددين مثل ما
صنع النبي بالنسبة إلى تحريم الحُمُر (جمع حمار) الأهلية، فإن من المعروف عند المسلمين
أن النبي نهى عن أكل هذه الحمر في خيبر، بل وأكفأ بعض القدور التي كانوا يريدون أن
يطبخوا فيها تلك الحمر.