نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 116
محمد بن الحسن العسكري غاب عن الأنظار، في يوم 8 ربيع الأول سنة 260هـ وهو
نفس اليوم الذي توفي فيه أبوه الحسن بن علي العسكري عليه السلام [1]،
ونفس اليوم الذي تصدى فيه بشكل واضح ورسمي وكيل أبيه ووكيله عثمان بن سعيد العمري للسفارة
بينه وبين أتباعه، والنيابة الخاصة عنه. واستمرت هذه الغيبة إلى منتصف شهر شعبان سنة
329 هـ وهي أقل من سبعين سنة بأشهر هذه هي فترة الغيبة الصغرى.
وعندما نقول غيبة الإمام، فليس المقصود من ذلك هو الاختفاء البدني، بأن
ينزل كما زعموا في سرداب ويختفي فيه! أو يكون في بستان ولا يخرج منه[2]، بل الذي يستفاد من الروايات أنه
غيبة عنوان، حتى مع حضور الشخص، بمعنى أن الشخص قد يكون بين الناس يرونه ويراهم ويعاشرهم
ويعاملونه، ولكنهم غير
[1] الإمام الحسن بن علي العسكري ولد في ربيع الآخر سنة 232 هـ. تولى الإمامة بعد شهادة والده الإمام علي الهادي عليه السلام في سنة 245 هـ. شهد عصره ألوانا من الكبت السياسي والفكري مارسها الحكام العباسيون ضده وضد أتباعه من شيعة أهل البيت، كان للإمام العسكري دور متميز في حركة الأمة يتمثل في إعداده الأمة لمرحلة الغيبة، وهو في ذلك كان عليه أن يمارس دوراً ذا زاويتين حادتين: التمويه على الجهاز الحاكم وإخفاء ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وكانت المهمة عسيرة إذ جندت السلطة كل أعوانها لمراقبة ورصد ذلك الإمام المنتظر للقضاء عليه. ومن جهة أخرى كان لا بد من التصريح بولادته، بل إظهاره للمقربين من أتباع الإمام ووكلائه. وبعد أن سجن عدة مرات استشهد سنة 260هـ، مسموما وعمره 28 سنة. ودفن في سامراء.
[2] وأبعد من ذلك ما زعمه بعضهم تارة من أنه في جزيرة بعيدة تسمى الجزيرة الخضراء، وأخرى بأنه في مثلث برمودا!! ولا دليل على ذلك كله.
نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 116