نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 117
مستحضرين لشخصيته وغير عارفين بحقيقته، وهذا ليس خاصاً بالإمام المهدي عجل
الله تعالى فرجه الشريف، بل حصل لغيره من الأنبياء[1]والأوصياء
والأولياء.
فإن النبي ابراهيم عليه السلام عاش في بيت عمه صانع الأصنام، ومع رؤية جنود
نمرود إياه ذاهباً وجائياً إلا أنهم لم يكونوا يعلمون أنه بطل التوحيد الذي سيحطم أصنامهم!
نعم كانت الفترة الأولى من حمل أمه به ورضاعه وصباه فترة غيبة جغرافية وبدنية فكان
مغيباً عن أنظار أهل السلطة .[2]
وأوضح من حال النبي إبراهيم، حال نبي الله موسى، فإنه تربى في قصر فرعون
زمانه يغاديه ويراوحه في كل يوم، ولا ريب أنه لو كان يعرف شخصيته وما تنطوي عليه نفسه
ومستقبل أيامه لكان
[1] عرض لبعضها الشيخ محمد بن علي بن بابويه (الصدوق) في كتابه كمال الدين وتمام النعمة ج 1/ 155؛ فقد ذكر تحت عنوان خاتمة الأبحاث: باباً في غيبة ادريس النبي، وآخر في غيبة النبي صالح، وثالث في غيبة النبي ابراهيم وخامس عقده لغيبة نبي الله يوسف، ثم غيبة موسى النبي ثم غيبة الأوصياء من بعده.
[2] المنتظم في تاريخ الأمم والملوك 1/ 259 ابن الجوزي: فلما أراد اللَّه تعالى إظهار إبراهيم قال المنجمون لنمرود: إنّا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا، فلما دخلت السنة المذكورة بعث نمرود إلى كل امرأة حاملة بقريته فحبسها عنده ولم يعلم بحمل أم إبراهيم، فجعل لا يولد غلام في ذلك الشهر إلا ذبحه. فلما وجدت أم إبراهيم الطّلق خرجت ليلا إلى مغارة ثم ولدت إبراهيم فيها وأصلحت من شأنه ثم سدّت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها وكانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل، فتجده يمص إبهامه قد جعل اللَّه رزقه في ذلك.
نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 117