نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 118
قد قتله لحينه! فمع كون النبي مع عدوه في مكان واحد، يراه ويحادثه إلا أن
عنوانه كان غائباً عن فرعون.
إلى أن صرح برسالته، وطلب منه أن يرسل معه بني اسرائيل وأن لا يضطهدهم!
هنا استجمع فرعون كل تاريخه مع موسى، وقال مستغربا: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا
وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}.[1]
وإن الغيبة العنوانية في قصة نبي الله يوسف قد تحققت حتى بالنسبة لإخوانه
الذين ظلوا يترددون عليه، ويتعاملون معه ويقابلونه، وهم يظنون أنفسهم أمام (عزيز مصر
ورئيس وزرائها) بينما هم في الواقع يتعاملون مع أخيهم وابن أبيهم وهو الذي رموه في
بئر ليموت! إلى أن أذن الله له بأن يكشف عن شخصيته الحقيقية ويخرج من العنوان البديل
إلى الشخصية الأصيلة، حينها سألوه: {أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ}؟ {قَالَ أَنَا يُوسُفُ
وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.[2]
وقد عُدَّ من سنن الأنبياء التي تحققت في المهدي: سُنة الغَيبة.
بل قد وجدنا نحواً من أنحاء الغيبة الاختيارية، والانقطاع عن الناس، وجدناها
في حياة الأئمة المتأخرين (والد المهدي: الإمام