كما ذكر بأن الحوادث المذكورة في الخبر لا تتطابق مع الحوادث التاريخية.[1]

ويظهر أن ما ذكر في الكتابين ( تاريخ الغيبة الصغرى، وسيدة الإماء ) من تقوية الرواية الثانية هو الأقرب للقبول. وأنها أي أم الإمام المهدي كانت جارية نوبية تربت في بيت السيدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام.

ونحن نفترض أن زواج الإمام العسكري عليه السلام بها، كان في سنة 254 هـ، وكان عمره الشريف حينها بحدود 23 سنة، بناء على أن ولادته كانت سنة 231 هـ.

2/ ولادة استثنائية وتعامل استثنائي:

لم يقتصر التعامل الاستثنائي في ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه على خفاء شخصية والدته المكرمة فقط، وإنما بالإضافة إلى ذلك كان في طريقة الإعلان عنه، فبينما يستحب أن يعق عن المولود بكبش كما نقل أن النبي صلى الله عليه وآله عق عن الحسن بكبش وعن الحسين عليهما السلام بآخر. فإننا نجد أن عقيقة الإمام العسكري عن ابنه المهدي بلغت مئات العقائق، وتم إرسال بعضها إلى بيوت الأصحاب والموالين في سامراء معها خبر ولادة المهدي وأن هذه عقيقته، وكذلك أمر العسكري عليه السلام لمن

[1] ) أحمد سلمان : سيدة الإماء من ص 32 إلى ص 48.