نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 215
لقد حكم شيعة أهل البيت مناطق كبيرة أو صغيرة من العالم الاسلامي في فترات
تاريخية متعددة وامتد بعضها قرونا، فلو راجعت تاريخ الاسلام[1]،
لوجدت فيه الدولة البويهية ودولة الأدارسة والحمدانيين والفاطميين وغيرها إلى زمان
الدولة الصفوية.. فلماذا لم يتخل هؤلاء عن الاعتقاد بالإمام المهدي إذا كان ذلك الاعتقاد
ناتجا عن الاحباط السياسي؟
وأما القسم الثاني من كلامه: أن الشيعة يرغبون في التغيير الكلي الفوري
ولا يتبعون السنن الطبيعية، يريدون بضغطة زر ويتغير العالم... هذا فيه مجافاة للواقع،
وغير صحيح.
بل إن الذين يتحدثون عن النهضة المهدوية يتحدثون عن عمل جاد، عن حركة طويلة
تعتمد على ان الخير لا ينتشر إلا من حيث انتشر الشر وتملأ قسطاً كما ملئت جوراً، و(كما)
فيها إشارة إلى الطريقة كما جاء في أحد تفاسيرها.
ما هي الطريقة التي ملئت بها الأرض ظلماً وجوراً؟ بوجود طواغيت السياسة
والمال والأفكار الفاسدة، والاعلام المضلل، فإذا وجد في مقابل ذلك إعلام نظيف وواع،
وصار المال في خدمة الخير والأهداف العالية دون الشهوات والعبث، وصار
[1] حتى ليعد
القرن الرابع إلى الخامس هو قرن الدول الشيعية في العالم الاسلامي، وللتفصيل يمكن مراجعة كتاب (دول الشيعة
في التاريخ) للمرحوم العلامة
الشيخ محمد جواد مغنية.
نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 215