وقد تم التمهيد لمثل هذه المرحلة في أيام أبيه العسكري بل وأحيانا أيام جده الهادي عليهما السلام، بأمور:

منها : التأكيد على دور الوكلاء والنواب في مناطقهم، بحيث تم اختيار وكلاء مهمين في المناطق الأساسية، وتم ارجاع الموالين لهم في جميع الأمور ( من شرعية ومالية وغيرها ) ومنع الأئمة من تجاوز أولئك الوكلاء والنواب. وقد تعرضنا لهذا النظام والوصايا المتعلقة به في كتابنا ( نظام الإدارة الدينية عند الشيعة الإمامية) كما ذكرنا شيئًا عن هؤلاء الوكلاء في كتابنا ( النقي الناصح : الإمام علي بن محمد الهادي) فليراجع.

بالتأكيد على الوكلاء والذين سيتحول بعضهم في أيام الإمام المهدي إلى نواب خاصين وسفراء بل أبواب للإمام، سيتعود الشيعة على التعامل مع الإمام بصورة غير مباشرة بل من خلال وكلائه. وهذا سيؤدي من جهة إلى ارتفاع مستوى المجتمع الشيعي إلى مرحلة سيكون عليه التعامل فيما بعد مع النواب العامين ومراجع التقليد في ظل الغيبة الكبرى. كما سيمنع أي محاولة للتسلل لمعرفة مكان الإمام أو إيراد الضرر عليه، ما دام التعامل يتم مع الوكيل الوسيط من دون رؤية الإمام نفسه.

ومنها : غياب الإمام العسكري بل وأبيه الإمام الهادي عليهما السلام عن