الخامسة: إنه قد يتصور وجود دليل يمنع من رؤية الإمام في زمان الغيبة الكبرى قبل الظهور النهائي، بالاستناد إلى ما ورد من توقيعه عليه السلام لسفيره الرابع من أنه "وسيأتي من شيعتي مَنْ يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذبٌ مُفترٍ".[1]

ولكن هذا التوقيع الثابت عنه،[2]بملاحظة القرائن الحافة به ولا سيما الزمانية حيث نشطت دعاوى السفارة والنيابة الخاصة وكان الكثير يطمع فيها، بل نازعوا السفراء الحقيقيين بادعاءاتهم، ولا تزال الأيام حبلى بهؤلاء الأدعياء، يتكاثرون كالأميبا بالانقسام، وقد ذكرنا شيئًا قليلًا عنهم في فصل الدعوات المهدوية الكاذبة.

هذا التوقيع غير ناظر إلى رؤية الأتقياء والعلماء والعباد له عليه السلام، حيث يلتمسون منه البركة وقضاء الحوائج وإنما هو ناظر إلى من يدعي الوساطة بين المهدي وبين الناس، ويزعم النيابة الخاصة عنه، ويفتري على الناس في أن ما يأتي به هو من عند الإمام مشافهة، تلبيسًا على الناس وطلبًا للرئاسة والزعامة.

[1] ) الطوسي: الغيبة/ ٤٢٣

[2] ) قد ناقش الشيخ رياض الأسدي في مقالته المفيدة : إمكان رؤية الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الكبرى المنشورة في موقع مركز الدراسات التخصصية في المهدي هذا التوقيع بمناقشات موسعة ونقل آراء العلماء فيه وفي توجيهه ويمكن لمن أراد التفصيل الرجوع إليه. https://www.m-mahdi.com/main/articl s-799