نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 43
هؤلاء ما أحاط بالإسلام وأهله بل ما أحاط بالإنسان من كوارث ومصائب تألموا
وتعجلوا وعد الله وتساءلوا عن السبب الذي يجعله يتأخر عن الظهور والتغيير كما قد يتساءلون
عن الوقت والزمان.. فهل هم في عصر الظهور؟
وبمقدار ألم المؤمنين وتحرق المحبين للقاء إمامهم وشعورهم بعظم الفاجعة
المحيطة بالبشرية على إثر تأخره عليه السلام، فإن المشككين يرقصون فرحًا ويتمايلون
طربًا لهذه الجهة، ولسان حالهم لو كان لظهر؟ ولو كان له واقع لخرج! وحتى لو أدى بهم
ذلك في النتيجة إلى تكذيب الأحاديث النبوية المتواترة بشأنه.
وللجواب على ما تقدم، نشير إلى النقاط التالية:
أولًا: إن أول عنصر من عناصر الإيمان هو الاعتقاد بالغيب، وليس من قبيل
المصادفة أن أول صفة ذكرت للمتقين الذين يكون الكتاب هدى لهم، أنهم الذين يؤمنون بالغيب.[1] فلولا هذا لما أمكن للإنسان أن يؤمن
بالله تعالى وهو غيب الغيوب، ولا يؤمن بالجنة والنار إذ هما غيب. ولا أمكن أن يؤمن
بالموت الذي هو غيب[2]ولا برزقه يوم غد وهكذا. فالإنسان
يعيش مغموسًا بالغيب متفاعلًا معه ولا يستطيع الانفصال عنه، حتى لو أنكره ظاهرًا.
[1] ) قوله تعالى في سورة البقرة 2و 3( ذَلِكَ
الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ )
[2] ) قوله تعالى في سورة لقمان : 34 (وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ
تَمُوتُ)
نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 43